قمَّة جديدة لفلسطين

الأولى 2025/03/04
...

 كتب رئيس التحرير:


تُعقد اليوم في القاهرة قمَّةٌ عربيَّةٌ طارئةٌ تُعنى بفلسطين. 

قمَّةٌ تأخّر موعدها كثيراً لكنّها ضروريَّةٌ مع ذلك، فمن فاته العمل على إيقاف المجازر والسعي لتقليل أعداد الضحايا ومحاولة لجم العدوان، فسيكون خاسراً أكثر فأكثر إذا فاتتْه أيضاً فرصة السعي لتثبيت السلام الهشِّ والعمل على إعادة إعمار غزّة ووضع موقفٍ عربيٍّ واضحٍ إزاء ما حدث، وإيجاد توافقٍ عربيٍّ على تقديم جهدٍ دبلوماسيٍّ مشتركٍ يدفع باتجاه عدم تكرار الإبادة الجماعيَّة التي شهدتْها غزّة وجنوب لبنان.

صحيحٌ أنَّ القمم العربيَّة التي عنيتْ بفلسطين لم تكنْ على وتيرةٍ عاليةٍ من النجاح، بلْ كانتْ أشبه ما تكون بردّات فعلٍ لا تناسب المآسي الحاصلة على الأرض، وذلك عائدٌ إلى أنَّ سقف المطالب كان عالياً للغاية لأنه سقفٌ خطابيّ بلاغيّ، في حين أنَّ المقدّرات المهيّأة لتحقيق الهدف كانتْ ضئيلةً بل معدومة.

غياب الواقعيَّة هو الميسم الذي كان يُميّز القمم العربيَّة الطارئة المخصَّصة لفلسطين. لكنَّ قمَّة القاهرة تأتي في ظرفٍ مختلفٍ تماماً، حيث الجميع بدأ يُعيد قراءة تاريخ الصراع من جديد وفقاً لخارطة القوى الجديدة، ووفقاً للمصالح التي يمكن أنْ تتحقق فعلاً لا تبعاً لشعارٍ ملحميّ لكنّه صعب المنال.

أهدافٌ ممكنةٌ من مثل عودة أهالي غزّة إليها وتعويضهم والعمل على إعادة إعمار المدينة ستكون أجدى وأكثر نفعاً من البكاء على الأطلال أو نشدان المحال.

الأهداف الممكنة تقع دائماً في المنطقة الواقعة بين اليأس والأمل الكاذب.