بغداد.. ملاذ الباحثين عن العمل

الأولى 2025/03/05
...

 بغداد: سرور العلي


مع تزايد معدَّلات البطالة في العديد من المحافظات، تتجه أعدادٌ متزايدةٌ من الشباب إلى بغداد بحثاً عن فرص عملٍ تُتيح لهم تحسين أوضاعهم المعيشيَّة. ورغم أنَّ هذه الظاهرة تعكس حيويَّة السوق في العاصمة، لكنّها تفرض في المقابل تحدياتٍ متزايدةً على بنيتها التحتيَّة، وقطاع الخدمات وسوق العمل 

المحليَّة.

يقول حسين محمد، (شاب من المثنى): "في مدينتي تقلصتْ فرص العمل، لذلك جئتُ إلى بغداد، ووجدتُ وظيفةً في أحد الأفران". أمّا أحمد جاسم، (القادم من الديوانيَّة)، فيقف يومياً في (المسطر) على أمل أنْ يجد فرصة عملٍ في قطاع البناء، بينما يؤكّد علي كريم، سائق أجرة من بابل، أنَّ اضطراره للعمل في بغداد جاء بعد أنْ ضاقتْ أمامه 

السبل.

الخبير الاقتصاديُّ د. ستار البياتي يوضِّح أنَّ التراجع في قطاعاتٍ حيويَّةٍ مثل الزراعة والصناعة أدّى إلى توجّه أعدادٍ كبيرةٍ من الباحثين عن العمل إلى بغداد، إذ تتوفر مشاريع عمرانيَّةٌ واستثماريَّةٌ تستقطب العمالة من مختلف المحافظات. لكنه يُحذّر من أنَّ استمرار هذه الظاهرة دون تخطيطٍ قد يؤدّي إلى زيادة الضغط على الخدمات العامَّة وارتفاع معدَّلات البطالة داخل العاصمة نفسها، نتيجة محدوديَّة الفرص 

المتاحة.

من جانبه، يرى الدكتور مسعد الراجحي، المتخصِّص في الاستراتيجيات التنمويَّة، أنَّ التحدّي الأساسيَّ يكمن في وضع سياساتٍ اقتصاديَّةٍ واضحةٍ تُعيد توزيع التنمية بعدالةٍ بين المحافظات، مشيراً إلى أنَّ استمرار الاعتماد على بغداد كمركزٍ رئيسٍ للعمل سيُؤدّي إلى تفاقم الأعباء التي تواجهها العاصمة.