كاظم غيلان
ظلت الجائزة في عالم الشعر محط اهتمام مثلما هي طموح مشروع، وبرغم ما يحصل اليوم من تراجع قيمي وشبهات تلاحق العديد من الجوائز لاسيما تلك التي تمولها جهات متهمة بتجارة غسيل الأموال خاصة في حقل الفن، إلا أن ثمة الجوائز التي تكتشف أهميتها من خلال الطاقات الإبداعية المشاركة بها ولجانها التحكيمية.
فاز مؤخرا الشاعر ميثم راضي بمسابقة المعلقة للشعر الفصيح - فئة قصيدة النثر بالمرتبة الأولى.
باركت وكتبت في صفحتي الشخصية لميثم لأنه شاعر خارج الطوق، وظل حتى بعد إعلان جائزته هكذا _ خارج الطوق _ إذ أشار في أول تصريح اعلامي الى عدم مشاركته في المهرجانات الشعرية التي لا تنقطع - فضلا عن عدم انتمائه لأية من جمعيات واتحادات الأدب.
حظي فوز هذا الشاعر بمباركات وتهاني الأصدقاء الذين يعرفونه، بيد أـن هناك اهمالا إعلاميا واضحا من المؤسسات المعنية بالشعر وعموم الثقافة.
وإن عرف السبب بطل العجب فهو شاعر جسد مقولة لمحمود البريكان:" الشعر جدير بأن تكرس له حياة كاملة ".
أن تكون مبدعا حقيقيا خارج الطوق، غير معني بلهاث المهرجانات، غير عابئ برطانة نقاد الجلسات من متداخلين ومعقبين، أن تكون خارج ثقافة الهيئات الادارية، أن تكون بعيدا عن ضجيج الدعوات المتبادلة لأغراض لا تمت للإبداع بإيما صلة بقدر ما هي معنية بالطبخات الانتخابية وما يجري خلف كواليس الغدر الثقافي فأنت بعيد عن الالتفات.
القيم الأخلاقية التي يحدثنا البعض عنها محض انشاء رديء غادره حتى تلامذة المراحل المتوسطة في
الدراسة.
أن تبقى خارج القطيع فأنت مشمول بالنسيان والإهمال، بل ولربما من المشمولين بحملة قطع الأوكسجين الثقافي.
فوز اي مبدع خارج الطوق صفعة مناسبة جدا لمن يظل أسير الثقافات الاستعراضية النقابية ودعوة لتكريس حياة اي منا لمشروعه الإبداعي دون اكتراث، لما يثيره ضجيج العربات الفارغة التي لا يعنيها سوى سرعة الوصول لمنصات فقدت بريقها وما عادت ملائمة لحلم الشاعر الذي لا يعنيه سوى الشعر ومديات ارتباطه بهموم الذات الجريحة وقضايا الإنسان في المساواة. والحرية والعدالة.
نصحنا "لوكاش" برفع أصواتنا بوجه الأخطاء منذ زمان فلنرفعها ليس من باب الدعاية لـ"لوكاش" بل تعبير عن صدق علاقتنا بالجوهري في الثقافة ولتذهب القشور إلى حيث مكباتها.
تحية لصمت شاعر يفوز ولن يحتفي به سوى الجمال، الذي يستحق وتنشد له القصيدة التي يكتبها بضمير
باسل.