بغداد: مآب عامر
في بغداد، وتحديداً في مرأب العلاوي، انتهتْ رحلة فتاةٍ هربتْ من جحيم أسرتها.. الفتاة التي تبلغ من العمر (14) عاماً، اختارت الهروب بحثاً عن حياةٍ خاليةٍ من العنف، الذي تعرَّضتْ له على يد أفراد عائلتها. تعاملت الشرطة المجتمعيَّة بسرعةٍ مع الحالة، إذ تمَّ تأمين الفتاة وإعادتها إلى المقرِّ المختصِّ، بينما تعهَّدت العائلة قانونياً بعدم التعرّض لها مجدَّداً.
وتُظهر الإحصاءات أنَّ حالات العنف الأسريِّ في تزايد، إذ تمَّ تسجيل نحو (17,780) دعوى عام (2024)، مع تصدّر محاكم بغداد في حسم القضايا.
وبحسب الناشط الحقوقيِّ محمد حسن السلامي، تعود أسباب الهروب إلى عوامل متعدِّدةٍ منها العنف الأسريُّ، والظروف الاقتصاديَّة الصعبة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعيِّ التي تُعزِّز الطموحات غير الواقعيَّة لدى الفتيات.
الدكتورة حنان جمعة، المتخصِّصة في علم النفس الاجتماعيِّ، تُشير إلى أنَّ التغيرات الاجتماعيَّة تؤثر في كيفيَّة تشكيل الفتيات لثقتهنَّ وهويتهنَّ، مما يدفعهنَّ للهروب بحثاً عن هويَّةٍ اجتماعيَّةٍ جديدةٍ بعيداً عن القيم العائليَّة. وتُوصي بتعزيز الروابط الأسريَّة وتقليل العنف لضمان نموٍّ صحيٍّ للفتيات.
في الوقت نفسه، يُشير مدير محاربة الشائعات في وزارة الداخليَّة، العميد نبراس محمد علي، إلى تأثير التفكّك الأسريِّ والانشغال الدائم للأهل في زيادة العزلة النفسيَّة للفتيات. كما أنَّ الانخراط المفرط في عالم الإنترنت يُعمِّق الفجوة بين الأجيال ويزيد من احتماليَّة اتخاذ قراراتٍ غير ناضجةٍ مثل الهروب.