استنفار خدمي واسع للسيطرة على مياه الأمطار

العراق 2025/03/09
...

 بغداد: وفاء عامر/ اسراء السامرائي جنان الأسدي

الديوانية: عباس رضا الموسوي

 كركوك: نهضة علي 

 السماوة: نافع الفرطوسي 

بالرغم من هطولها بطاقات تتجاوز الطاقات التصميمية لخطوط التصريف، أعلنت أمانة بغداد سيطرتها على موقف سحب مياه الأمطار، في وقت نفذت فيه الدوائر الخدمية في المحافظات حملات عاجلة لاستيعابها.وفي غضون ذلك، أنقذت مديرية الدفاع المدني أسرة في بغداد بعد انهيار منزلها، بينما استنفرت وزارة الكهرباء فرق الصيانة لإصلاح الأعطال في شبكات التوزيع.

72 ملم من الأمطار الهاطلة

مدير مجاري بغداد المهندس محمود عزيز، أوضح لـ"الصباح" أن كميات الأمطار التي هطلت بلغت ضعفي الطاقة الاستيعابية لخطوط تصريف المياه، حيث وصلت إلى 72 ملم فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية 24 ملم، وبالتالي فإنها تُعدُّ الأشدُّ منذ 15 عاماً، مضيفاً أن الأمانة وزعت جهدها الآلي والبشري بغية تصريف مياه الأمطار مع تشغيل محطات السحب بكامل طاقتها.  وأكد أن الموقف العام لمياه الأمطار مسيطر عليه في غالبية مناطق العاصمة، مبيناً أن الإجراءات المتخذة تمثلت بفتح جميع خطوط الطوارئ باتجاه قناتي الشرطة والجيش، إلى جانب تصفير الأحواض الخاصة بالمحطات الرئيسة والطوارئ لاستقبال أكبر قدر ممكن من كميات المياه الواردة إليها. 

من جانبه، قال مدير مجاري محافظة بغداد المهندس فراس عبد الله لـ"الصباح": إن المديرية استنفرت كامل جهدها الآلي والبشري لسحب مياه الموجة المطرية، مشيراً إلى تطبيق خطة طوارئ لتصريف واستيعاب مياه الأمطار وتشغيل محطات الضخِّ بكامل طاقتها، وكذلك فتح الانسدادات بالمجاري. وتابع أن المديرية خصصت رقماً ساخناً لاستقبال الشكاوى، مبيناً أن المناطق التي شهدت تنفيذ مشاريع للبنى التحتية خلال العام الماضي لم تسجل مشكلات طفح مجاري، فيما يتم العمل على معالجة تجمعات المياه في المناطق غير المخدومة.  وذكر عبد الله أن المديرية نسَّقت مع وزارة النفط لتزويد الدوائر البلدية بمادة (الكاز) لتشغيل محطات سحب المياه، لافتاً إلى إرسال جهد هندسي استثنائي لسحب تجمعات مياه الأمطار من المدارس والأزقة والأحياء واستبدال الخطوط المتهرِّئة التي تضررت جرَّاء الأمطار.


جهود الكهرباء

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى لـ"الصباح": إن الوزارة لم تسجل أي انفصال في المحطات أو الخطوط الناقلة للشبكة الكهربائية. ونوه بأن هناك بعض المغذيات في شبكة التوزيع شهدت بعض الانطفاءات بسبب الأمطار، لكن سرعان ما تم استئناف عملها.  ولفت إلى توجيه الفرق الهندسية بالتواجد على مدار الساعة لتقديم الخدمة بمراكز السيطرة والفروع وقطاعات الصيانة، إضافة لفتح المخازن بشكل كامل لتجهيز الصيانات بالمواد اللازمة لإدامة المنظومة الكهربائية. ودعا موسى المواطنين إلى الابتعاد عن محددات الشبكة الكهربائية وأعمدة الكهرباء وتجنُّب ملامستها والتبليغ عن أي عارض على الأرقام الساخنة التي حددتها الوزارة على الموقع الرسمي الخاص بها أو مراجعة أقرب فرق صيانة للدائرة المعنية.

انقاذ عائلة

بدوره، قال مدير إعلام مديرية الدفاع المدني نؤاس صباح لـ"الصباح": إن فرق الدفاع المدني تمكنت من انقاذ عائلة بعد انهيار منزلها القديم في منطقة علي الصالح ببغداد جرَّاء الأمطار الغزيرة، حيث تم إخراج جميع الأفراد بأمان ونقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية، بينما لا تزال الجهود مستمرة لمعالجة آثار الأمطار وحماية المواطنين من المخاطر المحتملة من خلال تسخير جميع الملاكات والآليات والمضخات لسحب المياه من الشوارع والمناطق السكنية بالتنسيق مع الجهات المعنية.


المحافظات تستنفر جهودها

وفي الديوانية، أفاد مدير البلدية المهندس حيدر حمزة لـ"الصباح" بأن الدوائر الخدمية تستمر بتنفيذ حملة موسعة لسحب مياه الأمطار من المناطق السكنية والساحات العامة بمساعدة عشرات الشباب المتطوعين، مشيراً إلى استخدام العشرات من الآليات التابعة للدوائر الحكومية في الحملة، إضافة إلى آليات البلدية.

و في كركوك، قال مدير فرع توزيع كهرباء كركوك ليث طلعت لـ"الصباح": إنه تم توجيه فرق الصيانة بمراجعة شبكة التوزيع وفحص الأعمدة والمحولات والأسلاك، مع تفعيل خطوط الطوارئ لضمان سرعة الاستجابة في حال حدوث أي خلل أو انقطاع في التيار الكهربائي. 

بينما قال مدير الدفاع المدني في كركوك العميد فاضل إبراهيم لـ"الصباح": إن العمل استمر لساعات متأخرة لسحب مياه الأمطار في مناطق متفرقة مع فتح وتنظيف مشبَّكات تصريف مياه الأمطار. 

الى ذلك، شهدت محافظة المثنى تدفقاً عالياً لمياه الأمطار بلغ 22.6 مليمتراً خلال اليومين الماضيين، في الوقت ذاته بلغت السيول ذروتها في البادية الجنوبية للمحافظة، لا سيما في منطقتي بصية والسلمان.

وأشرف محافظ المثنى مهند العتابي، ميدانياً على أعمال الدوائر الخدمية والجهات الساندة للسيطرة على تصريف مياه الأمطار من الشوارع والتقاطعات المهمة وسط مدينة السماوة، ودعا بيان للمكتب الإعلامي للمحافظ، تلقته "الصباح" إلى "أهمية وضرورة تكثيف الجهود لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بعد موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدن وقصبات المحافظة" في حين شكى مواطنون في أحياء النفط الزراعي والمعالي والزهراء وقضاءي الخضر والرميثة من غرق بيوتهم ودخول مياه الأمطار إلى وحداتهم السكنية. 

وشهدت أودية لويحظ والجدعة بناحية بصية المتاخمة للحدود مع المملكة العربية السعودية سيولاً من مياه الأمطار، كما شهدت (نقرة السلمان) والقصير وأبي غار في بادية المثنى الجنوبية، معدلات تساقط أمطار عالية طيلة اليومين الماضيين. 

من جهتها ناشدت محافظة المثنى في بيان، جميع مواطني المحافظة إلى تقليل الحركة خارج المنازل إلا للضرورة القصوى، حفاظاً على سلامتهم، وتجنباً لأي مخاطر قد تنجم عن تجمعات المياه أو السيول، بالنظر لسوء الأحوال الجوية واستمرار هطول الأمطار الغزيرة في مختلف مناطق المحافظة.