مارسيل خليفة يفتتح مهرجانات بعلبك

الصفحة الاخيرة 2019/07/08
...

بعلبك (لبنان) / (أ ف ب) 
ببرنامج حافل بالحب والحنين والوطن والثورة، افتتح الفنان اللبناني مارسيل خليفة مهرجانات بعلبك الدولية بحفلة عنوانها “تصبحون على وطن” شكلت رحلة موسيقية غنائية تظهر وجوهه الفنية المختلفة.
وقد وجه خليفة خلال الحفلة أكثر من تحية لبعلبك وتاريخ مهرجاناتها وبعض أبنائها الذين تعاون معهم في مسيرته الفنية.
وملأ الجمهور الآتي من كل المناطق اللبنانية المدرجات التي تتسع لنحو ثلاثة آلاف شخص في باحة معبد باخوس، ليستمتع بأغنيات خليفة القديمة والجديدة والملتزمة دوما قضايا الانسان والوطن، او تلك الشعبية الناعمة.
وبدت موسيقى خليفة الأوركسترالية متسقة مع ضخامة أعمدة المكان الأثري، في اطلالة هي الأولى له منفرداً ضمن مهرجانات بعلبك في المدينة نفسها.
وجلس خليفة في وسط المسرح مرتديا قميصا أزرق وسترة رمادية وواضعا وشاحا ابيض، محاطا بالأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية اللبنانية التي ضمت نحو 80 عازفا بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي. ورافقته جوقة من 70 منشدا تابعة لجامعة سيدة اللويزة.
وشاء خليفة، أن تكون البداية والختام مقطوعة موسيقية ألفها خصيصا لبعلبك عنوانها “ليلة بليالي”. وقدم مقطوعة موسيقية عنوانها “صلاة الليل” مستوحاة من اللحن الشعبي “الحنة” الذي اعاد صوغه بضخامة سيمفونية، أهداها الى “كل (الفنانين) الذين مروا في بعلبك ورحلوا كالأخوين رحباني وتوفيق الباشا وزكي ناصيف وصباح ونصري شمس الدين واخرين”. وقال” ليس بالامر السهل أن تكتب لبعلبك”.
وقدم مقطوعة “رقصة العروس” التي ألفها في بداياته لفرقة كركلا الراقصة، وكانت باكورة تعاونه مع مؤسس الفرقة ابن بعلبك عبد الحليم كركلا.
وقبل أن ينشد “بغيبتك نزل الشتي” للشاعر طلال حيدر، “ابن بعلبك البار” كما وصفه، روى وقائع لقائه الأول مع حيدر في باريس برفقة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وكان هذا اللقاء باكورة علاقة فنية “جميلة جدا “ ثمرتها مجموعة كبيرة من القصائد التي لحنها له.
وعزف نجله رامي “روكييم لبيروت “ التي حصدت تصفيق الجمهور، وهي مقطوعة موسيقية جنائزية تروي قصة بيروت الحرب والسلام، والدمار والإعمار، والمأساة والامل ، والشغب والشغف، وفيها تنوع يعكس مزاج العاصمة اللبنانية.
وروى ظروف تلحينه اغنية “عصفورة” للشاعر المصري صلاح جاهين، محيياً شقيقته التي قدمت له ديوانه بعد حفلة قدمها في القاهرة، ورحلت قبل ستة اشهر. ومن خلال هذه الأغنية، وجه خليفة تحية الى الفنان المصري الراحل سيد درويش قائلاً عنه “لقد علمنا الكثير في الاغنية الشعبية وحاولت أن آخذ منه هذا العبق في الإيقاع والنغمة”.
وتضمن برنامج حفلة خليفة “فكر بغيرك” و”اذهب عميقا” من كلمات الشاعر محمود درويش، و”انهض يا ثائر” للشاعر السوري ادونيس، و”اكتبني قصيدة” للشاعر اللبناني حبيب يونس، وهي أغنية وصفها بأنها “شعبية”.
وقبل أن يطلب من الجمهور أن يردد معه كلمات إحدى الأغنيات، خاطب عدداً من السياسيين الجالسين في الصفوف الأمامية قائلاً “أصدقاءنا الرسميين الوزراء والنواب، لا بأس إذ غنيتم معنا”. وعندما استجابوا الى طلبه، خاطبهم مجدداً “أرأيتم كيف تغيرت الأغنية عندما شاركتم في غنائها؟”