الموسيقى عزاء لليتيمات في الكونغو

الصفحة الاخيرة 2019/07/08
...

كينشاسا / (أ ف ب)
تقول أنجيل عازفة الإيقاع الكونوغولية اليافعة “في كل مرة حين يرتفع مستوى الغضب في داخلي ألجأ إلى الموسيقى للتنفيس عن مرارة موت والدتي المبكر وتخلي والدي عني”.
أنجيل ديغبا كتومة ومنغلقة عادة، لكن الحماسة تدب فيها عندما تبدأ العزف على طبل التام التام المكسو بجلد حيوانات مفترسة، بيديها الناعمتين. هذه اللحظات الجميلة هي مناسبة لنسيان تيتمها.
وكانت أنجيل تقيم مع والدها في تنزانيا لكنها عادت في 2013 إلى بلدها مع شقيقتها. وقيل لهما حينها إنهما ستمضيان عطلة في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
إلا أن والدها وزوجته الجديدة أعدا لعودتها وشقيقتها النهائية إلى الكونغو. فعند ترجلهما من الطائرة اختفت المرأة المرافقة لهما وتخلت عنهما. وقد عاشتا في المطار بما تيسر إلى أن قبل مركز ماتومايني في كينشاسا إيواءهما. ويعتني المركز بنحو 35 فتاة.
يوما الأربعاء والجمعة مميزان لنزيلات المركز إذ يأتي مدرس موسيقى شاب يدعى بليد بامبو ليوفر لهن تعليما مجانيا على الآلات الإيقاعية.
وتؤكد أنجيل “عزف الموسيقى الإيقاعية يجعلني أنفس كل غضبي”.
وتوضح يولاند سوبا مديرة مركز الإيواء الذي لا يستقبل سوى الفتيات اليتيمات أو اللواتي تم التخلي عنهن “أنجيل شغوفة بالموسيقى ولا سيما الإيقاعية منها. وهي موهوبة جدا”.
في باحة المركز تحمل أنجيل الطبل وتضمه إلى جسمها مثل دمية. وتوضح “في غضون سنة تعلمت أسلوبي كيمبوندا ومانيانغا” اللذين تعزفهما قبيلتان في غرب البلاد.
ويؤكد بليد بامبو “تكيفت أنجيل بسرعة كبيرة. مع رفيقاتها هن جاهزات لتشكيل فرقة محترمة يمكنها أن تقدم عرضا أمام أي جمهور كان”.
لكن أنجيل لا تنوي أن تصبح نجمة في مجال الموسيقى لتشتهر وتكسب المال، بل تريد تأسيس مدرسة للموسيقى الإيقاعية للفتيات حصرا.