أكلات المطبخ العراقي تجذب السيَّاح

استراحة 2025/03/10
...

 بغداد: سرور العلي 


الأكلات العراقية التراثية ليست مجرد طعام، بل هي رحلة عبر الزمن تُعيدك إلى أعماق تاريخ غني وحضارة عريقة. ومع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، أصبحت هذه الأطباق وجهة محورية للسياح من جميع أنحاء العالم. ومع قدوم شهر رمضان، تتحول الموائد العراقية إلى مشهد من النكهات الأصيلة التي تجمع بين الماضي والحاضر، حيث تعيد العائلات إحياء أطباق الأجداد.

أحمد كمال، (صاحب مطعم في بغداد)، يقول إن السمك المسقوف من الأكلات التي تجذب الكثير من الزوار القادمين إلى العراق، ويشوى على الحطب بشكل عمودي، وهذه من الطرق التراثية التي تميز فيها البلد، وعادة ما يفضل نوعا البني والشبوط منه، كما أن للقيمة النجفية مكانة بالغة الأهمية، لا سيما في المناسبات الدينية، ومع قدوم الزوار من البلدان العربية كإيران والبحرين والسودان".

مضيفاً " كذلك "البرياني"، من الأكلات التي عرفها العراقيون أثناء الاحتلال البريطاني للبلاد من المجندين الهنود، إلا أنهم أضافوا لها العديد من المكونات الأخرى، ليكون طبقا رئيسيا مميزا ومفضلا لدى الكثير من العرب أثناء زيارتهم للعراق".

وأكد كمال أنه من بين الشخصيات التي أبدت إعجابها بأطباق المطبخ العراقي، لا سيما الدولمة والسمك المسقوف، هي السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي.

كرار عامر، مؤسس أحد الفرق السياحية في بغداد أوضح في حديثه لـ "الصباح"،:"من خلال تجوالي مع السياح والزوار من بلدان مختلفة، وجدت أن لديهم شهية كبيرة لتذوق الأطباق العراقية، لتفردها وتصدرها على رأس قائمة الطعام بين الدول العربية، ومنها تناول الكاهي والقيمر العراقي في محال منطقة الصدرية، والمسقوف العراقي من محال شارع أبو نواس، وبعد حصول بغداد على لقب عاصمة السياحة العربية، اعتقد أن الأكلات العراقية التراثية، ستكون محط انظار السائحين عند قدومهم للعراق".

دريد سلمان صحفي وصانع محتوى تراثي، بين "، :"المطبخ العراقي عبارة عن "مكس" متنوع وملتقى لعدة ثقافات، لكن الأهم هو النكهة العراقية الخالصة، مع وجود أطباق يتميز بها بلدنا على نحو غير قابل للمنافسة، والأكلة الأشهر دون منازع هي السمك المسقوف الضاربة بالقدم، بحكم طبيعة البلد الخصبة وكثرة الأنهار فيه، ولقمة الصياد بالذات، وهذه وسط السمكة تقريباً تعطى للضيف العزيز". 

مضيفا "ولدينا طبق الدولمة الشهيرة ذو النفس العراقية الذي لا يقاوم، وطبيعة السياح غالباً ما تكون مغامرة وتواقة لتجربة كل جديد، والطعام العراقي يستهويهم، لأنه متجانس الطعم ومطبوخ بذوق وعناية، والأهم عامل النظافة الذي يتميز به العراقيون، لذلك فالأكل العراقي تجربة فريدة ولذيذة بالنسبة لهم".

وعن تاريخ وأصل تلك الأكلات أوضح الباحث في الشأن التراثي نبيل عبد الكريم الحسيناوي في حديثه لـ"الصباح"،:"هناك العديد من الأطباق العراقية التراثية ومنها، السمك المسقوف إذ تشير المصادر إلى أن تاريخه يعود إلى 4000 عام منذ الحضارة السومرية، التي اعتبرتها وجبة مهمة ورئيسية لديها، خاصة لوجودها بكثرة في مدنهم، كذلك شوربة الچشچ القديمة، والمتكونة من اللبن الحامض المعجون مع البرغل الناعم، وينشر تحت الشمس ليجف، ويجمع لاستخدامه في أيام الشتاء البارد، وهبيط اللحم ويرغبها الكثير من السياح".

وأكد "كما أن الدولمة يعود تاريخها إلى فترة الاحتلال العثماني للعراق، وتشير مصادر الى أنها دخلت إلى البلاد عن طريق سوريا، التي جاءت بها من اليونان والإغريق، إلا أن العراقيين تفننوا فيها، من خلال إضافة مقادير أخرى، كالخضراوات وقطع اللحم، وطبخها كذلك في الشحوم الحيوانية".

مضيفاً "كذلك أكلات أخرى اشتهرت في العراق ومنها، (السياح مع البيض بالدهن)، التي يتم عملها في مناطق الاهوار العراقية، وتستقطب الزوار بشكل كبير، وهي من الأكلات السومرية، والتشريب الأبيض، وهو من الأطباق القديمة والمميزة، لأن الطماطم والمعجون غير معروف إلا قبل حوالي 150 سنة".