تراجع الأصوات النسائيَّة في المشهد الغنائي

استراحة 2025/03/11
...

 بغداد: رسل عقيل


رغم الإرث الفني العريق للمرأة في مجالات الموسيقى والغناء، إذ برزت أسماء نسائيَّة رائدة منذ عشرينيات القرن الماضي، إلا أن الحضور النسوي في هذا المجال يشهد تراجعاً ملحوظاً في الوقت الحالي.

في حديثها لـ"الصباح"، وصفت الموسيقية عايدة نديم هذه الظاهرة بـ"المعضلة الشائكة"، مؤكدةً أنها ليست مقتصرة على العراق فقط، بل تمتد إلى بلدان عديدة بنسب متفاوتة.

وأشارت نديم إلى أنها شخصيًا واجهت مواقف عنصريّة منذ استخدامها الأجهزة الإلكترونية في أعمالها الموسيقيّة، مؤكدةً أن "عدم المساواة في الموسيقى مازال مطروحًا للنقاش رغم أننا في عام 2025." 

وأوضحت أن إدارة مدرسة الموسيقى والباليه خلال فترتها الدراسية كانت تحث الأسر على إرسال بناتهن لتعلم العزف، إلا أن البنية الاجتماعية المتأثرة بالأفكار التقليدية تعيق تطور العنصر النسوي في الموسيقى. واختتمت حديثها قائلة: "علينا الاستمرار في التعبير عن مواهبنا وإطلاق العنان لإبداعنا الفني رغم التحديات".

من جانبه، أكد الباحث الموسيقي ستار الناصر أن المطربات كنّ يشكلن جزءًا أساسيًا من المشهد الغنائي العراقي، بل تفوقن على العديد من المطربين في بعض الفترات. وأضاف: "في الخمسينيات والستينيات، كانت شركات الإنتاج تتنافس على استقطاب الأسماء النسائية، فبرزت سليمة مراد ونرجس شوقي، ثم جاءت أصوات شابة مثل أحلام وهبي وهيفاء حسين". ويرى الناصر أن الحروب، خاصة الحرب التي استمرت ثماني سنوات، أسهمت في تراجع الغناء النسوي، حيث انتشرت الأغاني التعبوية على حساب الأغاني الفنية. وأضاف: "اليوم، ومع وجود خطاب متشدد تجاه الفنون، من الصعب أن تتمكن مطربة جديدة من شق طريقها في الساحة الفنية. وأكد الناصر أن استمرار غياب الأصوات النسائية سيؤدي إلى تراجع مستوى الغناء العراقي، معتبراً ذلك "يشكل خسارة فنية كبيرة".