بغداد : مقتدى أنور
في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية، يترقب الشارع العراقي مراحل إنجاز مشروعي ميناء الفاو الكبير وطريق التنمية، اللذين يُنظر إليهما كمحركين رئيسيين للنهوض بالاقتصاد وتشغيل الأيدي العاملة. وقد بلغت نسب الإنجاز مراحل متقدمة، حيث اكتملت الجدوى الاقتصادية بنسبة 100بالمئة، كما تم الانتهاء من التصاميم الأولية للسكة الحديد والطريق السريع والمصادقة عليها بالكامل، مما يعكس جدية التقدم في تنفيذ المشروعين اللذين سيعززان الربط بين قارة آسيا وأوروبا.
المتحدث باسم وزارة النقل، ميثم الصافي، أكد لـ"الصباح"، أن الوزارة تمضي قدماً في تنفيذ التصاميم التفصيلية ومتطلبات مشروع طريق التنمية، حيث تم الاتفاق على مساره مع عدد من المحافظات.
وأضاف "سيتم تنفيذ المشروع في المحافظات التي استكملت إجراءاتها وخَلَت من التعارضات الحكومية والمدنية، على أن يُطرح أول مقطع منه أمام كبرى الشركات العالمية خلال العام الحالي" .
وأشار الصافي إلى تشكيل لجان محلية في كل محافظة معنية بالمشروع، برئاسة المحافظ وعضوية ممثلين عن الجهات الأمنية والدوائر الحكومية المختصة، مثل الطرق والجسور والتسجيل العقاري والزراعة، ووزارة النقل، لضمان تسريع إجراءات استملاك الأراضي ومعالجة التعارضات.
وأضاف الصافي أن المشروع أحرز تقدماً ملموساً، إذ بلغت نسبة الإنجاز التراكمية 63 بالمئة. كما تعاقدت وزارة النقل مع شركتين استشاريتين عالميتين، هما شركة BTP الإيطالية للاستشارات الهندسية والتصميم، وشركة أوليفر وايمان للاستشارات المالية والتسويق. ومن المتوقع استكمال المرحلة الأولى من المشروع بحلول عام 2029، تليها المرحلة الثانية في 2038، على أن يُنجز بالكامل بحلول عام 2050.
أما في ما يخص ميناء الفاو الكبير، أكد الصافي أن المقرر استكمال المرحلة الأولى منه بحلول نهاية عام 2025، ليكون محطة بحرية رئيسية لاستقبال السفن والبضائع وربط الشرق بالغرب عبر طرق برية وسككية جديدة وقائمة. كما يضم المشروع مدينة صناعية تعدُّ الأكبر في الشرق الأوسط، إلى جانب محطات لتحلية المياه ومصنع للبتروكيمياويات ومنتجع سياحي، ومجمع اقتصادي يعكس أهمية المشروع كمركز لوجستي وتجاري عالمي.
وترى الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة إكرام عبد العزيز، أن طريق التنمية يمثل آفاقاً اقتصادية واعدة، إذ يربط العراق بتركيا وأوروبا شمالاً والخليج العربي جنوباً، ما يجعله ممراً استراتيجياً لنقل البضائع ويعزز مكانة العراق كمركز تجاري حيوي. وتشير لـ"الصباح" إلى أن المشروع لا يقتصر على كونه ممر عبور "ترانزيت"، بل تسعى الدولة إلى تحويله إلى مركز اقتصادي متكامل عبر إنشاء مدن صناعية وسكنية على امتداده، ما يُسهم في تحقيق إيرادات وتوفير فرص عمل جديدة.
وتوضح عبد العزيز أن التكامل بين ميناء الفاو وطريق التنمية يشكل عاملاً رئيسياً في نجاح المشروع، إذ سيصبح ميناء الفاو نقطة ارتكاز استراتيجية تربط آسيا بأوروبا، ما يقلل من زمن وكلفة الشحن ويعزز دور العراق كمركز تجاري ولوجستي إقليمي. وتؤكد أن نجاح المشروع مرهون بالاستقرار الأمني والاقتصادي، لضمان تحقيق الفوائد المرجوَّة منه.