دمشق: وكالات
شنت طائرات الكيان الصهيوني، أمس الثلاثاء، غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في جنوب البلاد، زاعماً أنها كانت «تشكل تهديدا للكيان»، وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف بها غارات الاحتلال مواقع عسكرية للجيش السوري تحت ظل إدارة الحكم الجديد في دمشق.
وقال المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي: إن «طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أغارت في منطقة جنوب سوريا على رادارات ووسائل رصد تستخدم لبلورة صورة استخبارات جوية». وأضاف: «تمت الإغارة أيضا على مقرات قيادة ومواقع عسكرية احتوت على وسائل قتالية وآليات عسكرية تابعة للنظام السوري في سوريا».
وختم أدرعي بيان الجيش الصهيوني بالإشارة إلى أن “وجود هذه الوسائل في منطقة جنوب سوريا يشكل تهديدا على (دولة الكيان) وأنشطة جيش الدفاع، وتم استهداف هذه المواقع لإزالة تهديدات مستقبلية”، بحسب زعمه.
وكانت صحيفة “الوطن” السورية، أفادت فجر أمس الثلاثاء، بأن الطيران الصهيوني استهدف بغارات عدة مواقع عسكرية سابقة تابعة للجيش السوري. وذكر موقع “صوت العاصمة” أن الطيران الحربي الصهيوني استهدف بغارات جوية الفرقة الأولى بمنطقة الكسوة جنوب غرب العاصمة دمشق، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع.
وأفاد بأنه تم استهداف مقرات الفرقة العاشرة في سعسع بمحيط مدينة قطنا بريف دمشق، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع في المنطقة. وأضاف المصدر ذاته أن الطائرات الحربية الصهيونية نفذت 28 غارة جوية على الفوج 89 في بلدة جباب، واللواء 12، والفوج 175 في مدينة إزرع بريف درعا.
من جانب آخر، كشفت مصادر خاصة لـ “تلفزيون سوريا” عن أن التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” جاء بدفع مباشر من الولايات المتحدة. وأشارت المصادر إلى أن ذلك جاء بعد مؤشرات أظهرتها قيادات عسكرية أميركية في سوريا حول نية إدارة الرئيس دونالد ترامب سحب قواتها من البلاد في المستقبل القريب.
ووفق المصادر، فقد تمت صياغة البنود النهائية للاتفاق في 20 شباط الماضي، بعد وصول القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، إلى دمشق على متن طائرة أميركية، حيث جرى استقباله بحفاوة.
وأشاد عبدي باتفاق دمج تنظيمه ضمن الدولة السورية، بينما ينتظر أن يتوجه رتل لوزارة الدفاع السورية إلى الحسكة مع بدء تنفيذ التفاهمات. ووصف عبدي الاتفاق بأنه “فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار”، على حد قوله.
ويشكل الكرد المكون الرئيسي في “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد، حيث توجد أغلب حقول النفط والغاز، وتدعمها واشنطن عسكريا وسياسيا.
المتحدّث باسم “قسد”، فرهاد شامي، أوضح أن الاتفاق الأخير مع الحكومة السورية هو “اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بوساطة أميركية”، مشيراً إلى أنّ الأميركيين يُعتبرون طرفاً أساسياً في هذه الاتفاقية.
وأوضح شامي، أنّ “المعلومات التي تمّ تداولها حول نشر قوات الحكومة السورية في مدينة الحسكة غير دقيقة”، مؤكدا أنه “من الممكن أن يتمّ نشر قوات دمشق على الحدود فقط”.
وكانت الرئاسة السورية أعلنت مساء أمس الأول الاثنين توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.