بغداد: علي موفق
دعت نقابة الجيولوجيين إلى إعداد خطة وطنية للتعامل مع التأثيرات المتزايدة التي يشهدها البلد في مجال التقلبات المناخية والبيئة.
وشهد البلد خلال السنوات الأخيرة موجات مطرية واسعة واتساعاً بدرجات الحرارة ووصولها إلى مستويات قياسية، عزاها أغلب المختصين إلى عوامل التغير المناخي.
وقال نقيب الجيولوجيين، الأمين العام لاتحاد الجيولوجيين العرب سعد عبيد لـ"الصباح": إن "العراق أصبح يعاني أكثر من التقلبات المناخية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما مع شدة الموجات المطرية التي تحصل خلال الشتاء والتطرف في درجات الحرارة في الصيف، وكذلك الظروف البيئية".
وأضاف أن "هذا الأمر يتطلب من جميع الجهات المعنية المساهمة بإعداد خطة وطنية للتعامل مع تلك التقلبات المناخية، لاسيما أن العراق مدرج ضمن أكثر الدول المتأثرة بعوامل تغيرات المناخ".
وشدد عبيد على "أهمية إيلاء هذا الموضوع أهمية بالغة من قبل الحكومة، كما أن النقابة مستعدة من خلال خبرائها المختصين للمساهمة بدعم الجهود الرامية لتقليل آثار هذه التغيرات ووضع معالجات حقيقية لمصادر التلوث المختلفة".
وأوضح أن "ملفات المياه والمناخ والتصحر أصبحت ظواهر تهدد أغلب دول العالم ومنها العراق، حيث تشير التوقعات على سبيل المثال إلى أن الجفاف سيؤثر في أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول العام 2050 إذا لم يتدارك الأمر بحلول جذرية حقيقية قابلة للتطبيق".
من جهته، قال الخبير الجيولوجي الدكتور أحمد عسكر لـ"الصباح": إن "هناك موجات مناخية متطرفة يشهدها العالم ومنها العراق، فعلى سبيل المثال أصبحت الأمطار ومنها التي هطلت مؤخراً على العراق تمتد لأيام وهي حالة متطرفة لم تحصل سابقاً، وبالتالي أثرت في مجمل الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، فضلاً عن أهمية إيلاء معالجة التحديات البيئية عناية أكثر".
وذكر أن "إعادة المناخ إلى الوضع الطبيعي السابق قبل 30 أو 40 عاماً أمر بالغ الصعوبة في ظل تزايد نسب الانبعاثات المضرة المطلقة في الجو بسبب الفعاليات البشرية، وكذلك التلوث بنسب عالية، لذا ينبغي على الدول ومنها العراق إعداد الخطط الكفيلة بالتعامل مع آثار التطرف المناخي، لأن إهمال ذلك سيؤدي إلى توريث الأجيال كوارث ومشكلات بيئية ومناخية في الغلاف الجوي والأرض".
وبين عسكر أن "اتساع رقعة الغازات الدفيئة في الجو وتأثيرها في الأرض ومنها تسخين البحار الذي يعدُّ عاملاً أساساً في التغيرات المناخية وتسبب بتشكيل منخفضات ومرتفعات جوية وأعاصير غير مألوفة سابقاً، كما حصل في أميركا ودول جنوب شرق آسيا".