المدرسة المستنصريَّة تُحيي المجد الثقافي لبغداد

استراحة 2025/03/17
...

 بغداد : نوارة محمد 


واحدة من أقدم الجامعات في العالم، وأعظم أعمال الحضارة الإسلامية، تخرج منها كِبار العلماء، وتُعد ابرز المعالم الأثرية الإسلامية العريقة التي شيدت في العصر العباسي، إنها المدرسة المستنصرية التي تقع بمحاذاة نهر دجلة قرب جسر الشهداء في جانب الرصافة من العاصمة بغداد.

يقول الخبير والاكاديمي الآثاري الدكتور ولاء صادق السعيدي " المدرسة المستنصرية هي واحدة من 8 شواخص عباسية، لا تزال تقاوم الحداثة، وهي بمثابة كلية جامعة، أسسها الخليفة العباسي المستنصر بالله، وما زالت تحمل اسمه وتخلده عبر الأجيال، تضم اكثر من 100 غرفة صغيرة وكبيرة وصالات وإيوانات عديدة للتدريس وسكن الطلاب، الذين كانوا يأتون إليها من شتى بقاع العالم الإسلامي، وكانت مدة الدراسة فيها 10 أعوام متواصلة، والشهادة التي تمنحها لطلابها بعد التخرج كانت مقدرة للغاية". الكاتب والصحافي عبدالجبار العتابي:" العراق يعرفه العالم باسم (ميزوبوتيميا)، ومعناه إنه بلد له حضارة ضاربة في عمق تاريخ البشرية، وهذا يدعو الناس في بلدان العالم المختلفة إلى أن تتمنى زيارته والسياحة في أرجاء مدنه القديمة، وتتلهف لمشاهدة آثار الاوليين الساحرة المدهشة، لذلك من الضرورات أن يكون الاهتمام بها في أعلى المستويات، ومن بين هذه الاثار هي المدرسة المستنصرية، الصرح الشامخ الذي يمثل قلب بغداد على نهر دجلة الخالد، ومن يدخلها سيتأمل مئات السنين، وهي ترسم على الجدران والنقوش والزخارف، فمساحتها الواسعة بإمكانها ان تحتضن السائحين وتحتفي بها مثلما تكشف لهم عن جمالياتها المتمثلة في معمارها وبنائها، ولا أريد أن أقول إن ثمة إهمالا يغطيها لا سيما الجهة المطلة على نهر دجلة، وقد تساقطت الكثير من حروف زخارفها وكتاباتها وعدم نظافة ما حولها ويشعر الناظر بالأسى للمشهد."  المؤرخ والموسوعي العراقي الدكتور علي حداد " المدرسة المستنصرية كانت مزارا للملوك والأمراء في العالم، لكونها بلاطا اجتماعيا، وهي عدا هذا وذاك قبلة لحل المشكلات السياسية العليا، عندما يعجز القضاء -وهو السلطة العليا- عنها، أما خريجو المدرسة فكانوا ينقلون العلوم والمعرفة إلى بلدان العالم الأخرى." 

مضيفا :" ما جعل هذه المدرسة قبلة الباحثين والطلاب هو مكتبتها الزاخرة، التي تضم أعدادا ضخمة من المجلدات النفيسة والكتب النادرة التي بلغ تعدادها نحو 450 ألف كتاب، وهي مرجع للطلاب، العلماء والفقهاء لقرنين من الزمن." 

الباحث والاكاديمي حارث رسمي الهيتي:":" إن اختيار المنظمة العربية للسياحة مدينة بغداد لتكون عاصمة للسياحة العربية للعام 2025 هي واحدة من أهم الخطوات، التي تجسد نقلة نوعية في السياحة العراقية، وهذا بدوره أنعش المناطق التراثية خصوصا أن المدرسة المستنصرية أول جامعة عربية منفصلة عن التعليم في المساجد، وأول جامعة تدرس فيها كل العلوم، بدءا من الطب والفلك والرياضيات وانتهاءً بالعلوم الفقهية."