العراقيون يُحيون ذكرى استشهاد السيد الصدر ونجليه

الثانية والثالثة 2019/07/09
...

بغداد / الصباح 
 
 
أحيا العراقيون أمس الاثنين، الذكرى الـ 21 لاستشهاد المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر «قدس» ونجليه التي توافق الرابع من شهر ذي القعدة، وتجمع عشرات الآلاف في محافظة النجف الأشرف حيث أقيمت مراسم تشييع رمزية قرب مرقد السيد الشهيد الصدر بحضور جمع غفير من الزوار العرب والأجانب وطلبة الحوزة العلمية، فضلاً عن أعضاء بمجلس النواب ومسؤولين حكوميين، وأكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي «أننا نستذكر اليوم أبهى وأنقى صور الجهاد والبطولة والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق ومقاومة النظام الاستبدادي الهمجي» بينما أكد الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي في بيان تعزية بالمناسبة، ان «واحداً من أهم الأهداف التي ضحى لأجلها المولى المقدس، كانت إسقاط نظام الطغيان، ومنح الشعب العراقي كرامته وحريته».
وشارك عشرات الآلاف في مراسم التشييع الرمزية التي جرت في النجف الأشرف أمس الاثنين، حيث أحيت الجموع الحزينة ذكرى استشهاد المرجع الديني الشهيد السيد محمد الصدر «قدس» ونجليه، وانطلقت الجموع وهي تحمل النعوش الطاهرة للصدر ونجليه من مرقد المرجع الديني والمفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر إلى مرقد المرجع الديني الشهيد السيد محمد الصدر ونجليه، وشارك في التشييع عدد غفير من المواطنين القادمين من مختلف محافظات العراق يتقدمهم طلبة الحوزة العلمية والأكاديمية، كما أقيم مجلس العزاء وألقيت المراثي عند مرقد الشهيد الصدر.
وكانت الجموع أحيت في مدينة النجف الأشرف مساء الأحد وحتى مطلع فجر أمس الاثنين، مسيرة الشموع وفاءً لذكرى الشهيد الصدر وحزناً عليه، يذكر أن السيد الشهيد الصدر ونجليه (مصطفى ومؤمل) استشهدوا إثر عملية اغتيال غادرة وجبانة قامت بها الاجهزة القمعية التابعة للنظام البعثي المباد مساء الجمعة 4 ذي القعدة الموافق 19 شباط 1999.
النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، عزّى العراقيين والمسلمين وأسرة الشهيد الصدر بالمناسبة الأليمة، وقال: «اليوم نستذكر أبهى وأنقى صور الجهاد والبطولة والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق ومقاومة النظام الاستبدادي الهمجي، نقف إجلالاً وإكراماً للوقفات البطولية لمعلمنا الصدر وصرخاته المدوية (كلا كلا للباطل) ضد أعتى الدكتاتوريات والمتجبرين في العالم».
وعزّى الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي العراقيين والعالم الإسلامي بذكرى استشهاد الصدر ونجليه، وأكد في بيان تعزية تلقته «الصباح»، ان «واحداً من أهم الأهداف التي ضحى لأجلها المولى المقدس، كانت إسقاط نظام الطغيان، ومنح الشعب العراقي كرامته وحريته، فالصرخة المدوية التي أطلقها الشهيد الخالد، ضد الطغيان زلزلت عرش وأساسات الطاغوت، ومنحت الشعب العراقي فرصة الوقوف صفاً واحداً بوجه الدكتاتورية والاستبداد، وألهمتنا حماسة العمل لإحقاق الحق، وإعلاء كلمته، ولأجل هذا فإننا نعاهد الشعب، بمضاعفة الجهود لتوفير الامن والاستقرار والرفاه لشعبنا الأبي، امتثالا لتلك الأهداف 
النبيلة».
وعزى زعيم تيار الحكمة الوطني المعارض السيد عمار الحكيم، بذكرى استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر، وقال في بيان: إنه «في ذكرى استشهاده الأليمة نقف وقفة الاجلال والإكبار أمام شخصية الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) ونجليه الذين اغتالتهم عصابات البعث الصدامية كما اغتالت من قبلهم عشرات العلماء وأولاد العلماء من آل الصدر وآل الحكيم وباقي الأسر الكريمة والبيوتات العلمية».
ووجهت النائب الدكتورة ماجدة التميمي برقية تعزية الى الشعب العراقي بالمناسبة، وقالت: «إننا نعيش في هذه الأيام الذكرى السنوية لاستشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر، نستذكر صورة من صور الجهاد والبطولة والفداء والتضحية بالنفس، إذ ارتكبت السلطة القمعية للنظام البعثي المباد جريمتها الكبيرة باغتيال السيد الصدر ونجليه بعد أن عجزت عن مواجهته وهو يقود الجماهير نحو التغيير والإصلاح».
بدورها، أكدت حركة البشائر الشبابية، أن المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، تصدى لانحرافات النظام السابق بفترة قياسية.
وقالت الحركة في بيان تلقته «الصباح»: إنه «في هذه المناسبة الأليمة لابد لنا من استحضار واستذكار بعض المواقف العظيمة لصاحب الذكرى، فقد أخذ الشهيد الصدر على عاتقه القيام بمسؤولية التصدي لحالة الظلم والطغيان التي استحكمت وأطبقت على مجتمعنا وبلدنا وفي شتى مجالات الحياة، حتى كاد اليأس يصل بالناس الى مستوى الاستسلام الكامل لإرادة ذلك الطاغوت المتجبر المقبور ونظامه المباد، بسبب انسداد الافق وفقدان الأمل بالتغيير من 
الداخل».
وتابع بيان الحركة: «ولكن سرعان ما تغير الحال مع نهضة الشهيد الصدر، ووقوفه كالطود الشامخ بوجه الطغاة، متكلاً على خالقه سبحانه، متسلحاً بعلمه وإخلاصه، مهتديا بسيرة أجداده الطاهرين (عليهم السلام) مرتدياً كفنه، بكل صلابة وشجاعة وإخلاص، غير مكترث لعنجهية النظام وإجرامه، حتى التفتت حوله الجماهير من كل حدب وصوب، وحتى أصبح كالبدر المنير في الظلام الحالك».
كما أقيمت مراسم عزاء بذكرى استشهاد الصدر في عدة مدن خارج العراق، حيث شارك القنصل العراقي العام في ألمانيا محمد مصطفى جمعة في مدينة ايسن الالمانية في الحفل التأبيني المركزي لإحياء الذكرى (21) لاستشهاد الصدر ونجليه، وألقى القنصل كلمة بهذه المناسبة الأليمة، مؤكداً على عددٍ من القيم والمعاني العالية التي رسخها السيد الشهيد في نضاله حتى استشهاده والتي ظلت باقية وحية، وشارك في الحفل التأبيني عدد من الشخصيات العراقية التي حضرت من ألمانيا وبلجيكا والسويد وكذلك حضور عدد من الشخصيات الرسمية التي جاءت من العراق لإحياء هذه الذكرى الحزينة.