بغداد: سرور العلي
في شوارع بغداد، تحوَّلتْ مهنة غسل السيّارات إلى مصدر رزقٍ للكثير من الشباب العاطلين عن العمل، لكنّها في الوقت نفسه تُسهم في هدر المياه وسط أزمةٍ متفاقمة. ومع تزايد أعداد العاملين في هذا المجال، تتصاعد التساؤلات بشأن تأثيرها في البنية التحتيَّة وموارد المياه المحدودة.
يجد العديد من الشباب في غسل السيّارات وسيلةً لكسب العيش في ظلِّ قلة فرص التوظيف، إذ يُفضِّل البعض العمل في الشوارع والساحات العامَّة بدلًا من انتظار وظائف قد لا تأتي. المواطن أبو سعد يُعلّق: "البطالة دفعت الشباب لهذا العمل، لكن هل يُسوِّغ ذلك التجاوز على حقوق الآخرين؟".
في المقابل، يعاني السكّان ضعف إمدادات المياه بسبب الاستخدام العشوائيِّ. محمد داود يُؤكّد أنَّ الإسراف في المياه يُقلّل من حصة المنازل، بينما تُطالب أمُّ عبد الله بضرورة فرض رقابةٍ صارمة، مشيرةً إلى أنَّ "الخراطيم الكبيرة تستنزف المياه على حساب العائلات التي تحتاج إليها للشرب".
ولمكافحة الظاهرة، كثفتْ أمانة بغداد حملاتها بالتعاون مع الجهات الأمنيَّة، إذ أوضح المتحدِّث باسمها، عدي الجنديل، أنَّ الغرامات تصل إلى (500) ألف دينارٍ لكلِّ من يغسل سياراتٍ في الشوارع، مع مصادرة الأدوات المستخدمة. كما تمَّ توفير تطبيق "بغداد صوت المواطن" للإبلاغ عن المخالفين.
من جانبها، أكّدتْ مديريَّة ماء بغداد استمرار جهودها في إزالة التجاوزات، بينما شدَّد معاون مدير بلديَّة الغدير، عادل الساعدي، على فرض غراماتٍ تصل إلى (5) ملايين دينارٍ وفقًا لقراراتٍ رسميَّة.