السلال الرمضانيَّة .. مبادرة إنسانيَّة تعزز التكافل الاجتماعي

ريبورتاج 2025/03/20
...

   سعاد البياتي 

يتميز شهر رمضان بروح التكافل الاجتماعي والعطاء، حيث تتجسد أسمى معاني الرحمة والتراحم بين أفراد المجتمع. في هذا الشهر الفضيل، تتوحد القلوب وتتزايد المبادرات الخيرية، ومن أبرزها توزيع السلال الرمضانية بين الأسر المتعففة والمحتاجين.

تحمل هذه السلال قيمة إنسانية عالية، إذ تعكس مبادئ الشهر الكريم وتعزز الشعور بالمسؤولية تجاه من يواجهون صعوبات في تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وبفضل جهود المقتدرين ماليًا وأصحاب القلوب الرحيمة، يتم إعداد سلال غذائية تحتوي على المواد الضرورية التي تساعد الصائمين على تلبية احتياجاتهم ولو لفترة محدودة.

يقول مرتضى السراي، أحد المنظمين لهذا العطاء الرمضاني "نستعد كل عام قبيل حلول الشهر الكريم لإعداد سلال غذائية تكون عوناً للمحتاجين، فنحن مجموعة من الشباب تمكنا من عمل صندوق لجمع التبرعات فيما بيننا على مدار العام بعنوان صندوق التكافل والذي يفتح في شهر شعبان الخير لشراء ما يلزم من المواد الغذائية الخاصة بالشهر الفضيل"، موضحاً لدينا مجموعة من الأسر المتعففة التي نحاول أن تصل إليهم السلة التي تجود بكل ما يمكن أن يلبي احتياجاتهم، ويصف السراي شعوره بالراحة والاطمئنان، وبأن من يعمل خيراً يعكس عليه بالبركة والرحمة، ولا يطلب سوى الدعاء له ودون إعلان أو تباهٍ.


يد الخير

بينما يرى رسول الحاج كاظم بأن الأعمال الخيرية تصب بالتأكيد في ميزان الحسنات، ورغم أنه موظف بسيط إلا أنه يحرص على المشاركة في السلال الغذائية للمحتاجين، مبيناً سعادته حينما يرى انعكاس ذلك على حياته وعلى أسرته، طالما هو يمد يد الخير لكل فقير ومتعفف، داعياً المتمكنين كافة إلى المساهمة في حملات التبرع وإلى البذل والعطاء في الشهر الكريم، ليشعر الجميع بفضائله وكرمه، وطوبى لمن مد يد العون للفقراء، وأسهم بتأمين احتياجاتهم الغذائية طوال الشهر. 


تخفيف الأعباء

وللنساء نصيب من هذا العطاء الرمضاني، إذ أفادت أحلام البياتي عن حملتها التي وصفتها بباب من أبواب الخير والثواب، فقد شكلت هي وشقيقاتها حملة لشراء أنواع من المواد الغذائية التي تسهم في منح الأسر المتعففة جانباً من الاطمئنان، وتعينهم على صيام الشهر وتخفيف الأعباء عن كاهلهم بما تجود به أيادي العطاء والبذل، موضحة أن السلة الغذائية متنوعة وفيها ما يمكن أن يكون عناصر غذائية جيدة للصائم، وأنها تفكر في توسيع المواد وتوزيعها بين أكبر عدد من المحتاجين، ففي ذلك الكثير من الخير والبركة التي نشعر بلطائفها فيما بعد.


فائدة وطاقة

وعلق طبيب التغذية أمجد الحوراني عن ماهية السلة الغذائية وما يجب أن تتضمنه من مواد وسعرات وأطعمة صحية ومغذية، تؤمن للمستفيدين تنوعاً في مكوناتها وخصائصها الغذائية، وما يمكن أن توفره من فائدة في سد احتياجات الأسرة المتعففة، مبيناً أن السلة عليها أن تضم مواد ذات قيمة غذائية وصحية متنوعة كالتمور والحبوب بأنواعها والألبان ومكونات الوجبة الغذائية الواحدة وكذلك بعض الفواكه والخضر وجانب من البروتينات كاللحوم والدجاج إن وجدت، فضلاً عن السكر والشاي اللذين يعدان ضروريين بعد الوجبات لكل صائم وهي وجبات متوازنة، ممكن أن تكون ذات مواد غنية ومكتملة وذات فوائد صحية متكاملة.                                  

وينصح الحوراني في مستهل حديثه عن الوجبات الضرورية بأن يختار الصائم العصائر الطبيعية وأن تكون الوجبات خفيفة ومتكاملة، ومتضمنة فائدة وطاقة تعينه على إكمال الشهر بشكل بسيط ومريح، ومن الجدير بالذكر أن يكون منظر السلة الغذائية محبباً ليحفظ كرامة الفرد الذي يبغون مساعدته.


تكافل اجتماعي

 والفعل أو العمل الإنساني هذا حسب المختصة سجى عدنان، يقوم على أساس الأجر والثواب في الشهر العظيم، لأنه يعد بمثابة جزء من التكافل الاجتماعي والاعتراف بحاجة الفقراء والمحتاجين، كما أن تيسير أمرهم من المستحبات في الدين الإسلامي، لأنه يحقق الدعم الاجتماعي والتنفيس عن كربهم حتى وإن كان شيئاً بسيطاً، إلا أنه من مسلمات الواجبات والعمل الخيري الذي يسعى إليه الميسورون كل عام في شهر رمضان، ومن منطلق المساعدة والحس الإنساني انطلقت العديد من الحملات في بداية الشهر وفي منتصفه لتكون عوناً للمحتاجين، والمبادرة جزء كبير من سمات العراقيين الذين يسارعون في خدمة أهلهم، نتمنى أن تدوم هذه المبادرات على الدوام حتى وإن كانت في المناسبات الدينية وليس في شهر رمضان فقط.