بغداد : رسل عقيل

في زمن تحكم فيه التكنولوجيا كل جوانب الحياة، أصبح الزواج ليس فقط مسألة لقاءات اجتماعية أو تنسيق بين الأسر، بل بات يعتمد على تطبيقات الهواتف المحمولة التي تقدم فرصاً للتعرف على الشريك المناسب. ومع انتشار مثل هذه التطبيقات التي تتيح للمستخدمين اختيار مواصفات شريك الحياة، تزداد التساؤلات: هل يسهل هذا التطبيق العثور على الزوج الحقيقي، أم أنه يسهم في تقليص العلاقات الإنسانية إلى مجرد حسابات رقمية؟

بينما يراه البعض وسيلة حديثة ومريحة، يراه آخرون تحدياً للقيم الاجتماعية 

التي طالما ارتبطت بمفهوم 

الزواج.

ويعتمد التطبيق على خوارزميات ذكية لمطابقة المستخدمين بناءً على تفضيلاتهم الشخصية، ويتيح إعجاباً متبادلاً بين الأطراف، وعند تحقق التوافق، يصبح التواصل ممكناً.

وعلى الرغم من أن التطبيق حقق أكثر من 300 ألف زواج ناجح عالمياً، إلا أنه يواجه انتقادات حادة من بعض الخبراء الاجتماعيين ورجال الدين الذين يرون فيه تهديدًا لمفهوم الزواج التقليدي.

لعبة إلكترونية 

الباحث الاجتماعي الدكتور قاسم الكناني يحذر من أن هذه التطبيقات تجرد الزواج من قدسيته، معتبرًا أن «الزواج مؤسسة تقوم على أسس سليمة، تبدأ بمعرفة الأسر والتأكد من التوافق الحقيقي، وليس مجرد إعجاب عابر عبر تطبيق إلكتروني».

وأضاف لـ»الصباح»، أن هذه الوسائل تجعل الزواج أقرب إلى لعبة إلكترونية، بعيدًا عن القيم الاجتماعية الأصيلة.

من جانبه، يرى أبو خالد الدليمي، أحد وجهاء العشائر، أن هذه التطبيقات تزعزع العادات والتقاليد، موضحاً لـ»الصباح»، أن شباب اليوم باتوا أسرى لعالم افتراضي لا يعكس الواقع.

وأكد أن الزواج مسؤولية، وليس مجرد تطبيق يتيح إعجابات ورسائل، مبيناً أن هذه المنصات تشجع على زواج غير مدروس ويفتقر إلى الأسس الحقيقية للاستقرار.

تجارب المستخدمين

في مقابل الانتقادات، يروي بعض المستخدمين تجارب ناجحة مع التطبيق. إذ يقول أحد المشتركين: «تعرفت على خطيبتي عبر التطبيق، وبعد محادثات 

جادة عدة، توصلنا إلى تفاهم حقيقي، ونحن الآن على وشك الزواج».

لكن بالمقابل، يرى آخرون أن التطبيق لا يعكس الواقع، كما يقول أحمد، أحد المستخدمين السابقين: «جربت التطبيق، لكنه لم يكن سوى منصة للتعارف السطحي».

وشدد على أن «الزواج ليس مجرد اختيار للمواصفات، بل يحتاج إلى معرفة حقيقية، والتطبيق لا يوفر ذلك».