بيروت: جبار عودة الخطاط
شنت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، سلسلة غارات على عدة قرى في جنوب لبنان، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وسقوط مصابين، وذلك ضمن خرقها المستمر لاتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد ساعات على مزاعم الكيان الصهيوني إطلاق صواريخ من جهة لبنان على مستوطنة المطلة في الجليل، بينما دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون «القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني 2024، والجيش، إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات».
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بارتقاء شهيدين من بينهما طفلة، وإصابة 8 من بينهم طفلان، في غارة الاحتلال على بلدة تولين، كما أعلنت إصابة مواطنين في كفركلا. كذلك شنت قوات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت أطراف راشيا الفخار والخيام والمنطقة الواقعة بين ياطر وبيت ليف، كما استهدفت غارات للاحتلال مرتفعات إقليم التفاح وجبل الريحان، وشنت مدفعية الكيان الصهيوني قصفاً استهدف أطراف بلدة يحمر الشقيف في محافظة النبطية جنوبي لبنان.
ومن جهتها، أفادت وسائل إعلام صهيونية، صباح أمس السبت، بإطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه «المطلة» في الجليل الأعلى، مشيرة إلى دوي صفارات الإنذار في المكان، بينما أفاد بيان للجيش اللبناني بالعثور على منصات إطلاق صواريخ «بدائية» الصنع شمال نهر الليطاني.
وفي السياق، قال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوبي لبنان، أندريا تيننتي: إنّ «اليونيفيل لا تزال تشعر بقلق بالغ» إزاء التصعيد المحتمل للعنف، وذلك بعد رصد إطلاق 4 صواريخ من لبنان باتجاه الكيان الصهيوني في محيط «المطلة» نحو الساعة 7:30 صباحاً.
وأضاف تيننتي: «نحثّ جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرض التقدم المحرز للخطر، خصوصاً في ظل تهديد أرواح المدنيين والاستقرار الهش الذي شهدته المنطقة في الأشهر الأخيرة».
وتابع: أنّ «أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة، حيث لا يزال الوضع هشاً للغاية»، مشجّعاً الطرفين على «الوفاء بالتزاماتهما».
وتعقيباً على هذه التطورات، دان رئيس الجمهورية جوزاف عون محاولة استدراج لبنان مجددا إلى (دوامة العنف)، معتبرًا أن «ما حصل اليوم (أمس السبت) في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 شباط الماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون».
ودعا عون، «القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولاسيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني 2024، والجيش، إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة». وطلب عون من قائد الجيش «اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل.»
بدوره، حذر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.
وأجرى سلام اتصالاً بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، مشدداً على «ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي التي تمتلك قرار الحرب والسلم».
كما أجرى سلام اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بـ»مضاعفة الضغط الدولي على الكيان الصهيوني للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي 1701، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، الذي أقرته الحكومة السابقة في تشرين الماضي، ويلتزم به لبنان”.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أفيخاي أدرعي، أن “رئيس الأركان الجنرال إيال زامير أجرى تقييمًا للوضع في أعقاب إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان صباح السبت، والجيش الصهيوني سيرد بقوة على عملية الإطلاق”. وأضاف: “دولة لبنان تتحمل المسؤولية عن الحفاظ على اتفاق وقف النار، ولا يوجد أي تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية” على حد تعبيره.
وفي السياق أكد وزير الحرب الصهيوني، يسرائيل كاتس، أنه “لن نسمح بحقيقة إطلاق النار من لبنان على البلدات الصهيونية في الجليل، وأصدرت تعليمات للجيش بالرد على مصادر الإطلاق من لبنان”. وأضاف “المطلة مقابل بيروت والحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها”.