ترجمة: أحمد هاشم
بعد توقيع الاتفاق على لجنة الصدق والمصالحة بدأ عملها وقامت باستجواب سبعة آلاف من الذين تم الاتفاق على أنهم جناة وثبت ارتكابهم ممارسات غير قانونية، في حين أُخذت ألفين إفادة من الضحايا. من ناحية أخرى اعتبروا الكونكرس الأفريقي الوطني قانونيا ولكن هناك بعض الحراك الذي قام به في فترة الكفاح مخالفاً وليس قانونياً وهذا ما أغضب بعضاً من عناصر كونكرس أفريقيا الوطني لكن، ساجس، وهو قاضي المحكمة الدستورية سابقا وأحد المتبنين مشروع دستور ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. قال، من الصعب الانغماس أو التعامل مع شهادات اعتراف هؤلاء الذين عملوا أشياءً فضيعة، ليس هؤلاء الذين كانوا مع الحكومة فقط، ولكن أيضا أعضاء في كونكرس أفريقيا الوطني وأنا واحد منهم. يجب أن يتنظَّف الجميع أولا. في ظني، الجزء المهم الذي حققته لجنة الصدق والمصالحة ليس التقرير الذي قدمته. كان رؤية الدموع في التلفاز، رواية القصص، الاعترافات. ظهرت كما لو أنها صادرة من شخص متمرس في العلوم السياسية. الذي قامت به لجنة الصدق هو تحويل الضلوع في الأمر إلى اعتراف. في جانب آخر نيلسون مانديلا قدم الشكر إلى لجنة الصدق والمصالحة على ما قدمته من (عمل رائع). لكنهُ أقرَ، أن عمل اللجنة يبقى غير مكتمل، إذْ بعض الضحايا يشعرون بالمرارة عندما يرون القتلة أحرارا يتجولون واثقين من أنفسهم، بالمقابل، لا توجد وعودٌ بالحصول على تعويضهم على ما عانوه من اضطهاد.
والبعض يعتقد أن نيلسون مانديلا ولجنة الصدق والمصالحة متسامحان أكثر مما ينبغي مع ذوي البشرة البيضاء، إذ ما زالوا ينتهكون ما تحقق في موضوعة الفصل العنصري. الشفاء من جراح تلك الفترة العصيبة يحتاج إلى خطة عمل منظمة، كيف نتعامل مع المصداقية بعد أن ظهر كلام حول نسبة نجاح عملية المصالحة. وهذا ما جعلنا نشعر بالخيبة نوعاً ما. إذا لم تختر الأخذ باقتراحات اللجنة، سيكون الأمر أصعب لأنَّ الحكومة ليست فقط خطراً على مساهمة اللجنة في العملية بل على العملية برمتها.
عن/ الغارديان