خالد جاسم
لا نأتي بجديد عندما نصف عمل المدير الفني لمنتخبنا الوطني خيسوس كاساس بالمتخبط والبعيد تمامًا عن منطق كرة القدم.. فهذا الرجل لم يُقدم للكرة العراقية حتى الآن منتخبًا وطنيًّا يمتلك هوية متكاملة الخطوط والأبعاد بما يجعل منه فريقًا جديرًا بثقة الجماهير التي عانت الكثير من الهموم النفسية والأوجاع المعنوية بفعل تصدّع جدار الثقة بينها وبين أسود الرافدين كنتيجة حتمية للعبث التدريبي المزمن تحت قيادة كاساس الذي لم ينجح بالمرة في خلق توليفة ثابتة وأداء فني مستقر ينطلق منه أسود الرافدين في مختلف المواجهات وأهمها تصفيات كأس العالم برغم نظام هذه التصفيات الذي منحنا فرصة ذهبية بل تاريخية لم تحدث من قبل وفي مجموعة ليست بالعصية علينا في مشوار هذه التصفيات التي تجدّدت فيها حالة عدم الاستقرار في تشكيلة اللاعبين، والأهم غياب هوية المنتخب الوطني تمامًا نتيجة التعاطي الخاطئ لكاساس مع المعطيات الفنية وغياب الأسلوب الخططي الذي يلائم كلّ مواجهة لنا أمام الخصوم.
في قاموس كرة القدم لا يوجد أسهل وأصعب.. هذه تصفيات حاسمة.. في نفس يوم مواجهتنا مع الكويت.. منتخب عُمان تعادل مع كوريا الجنوبية، وهذه النتيجة في صالحنا.. وفوز المنتخب الأردني على نظيره الفلسطيني كان لصالحنا أيضًا برغم اعتقاد كثيرين خلاف ذلك.. تساوينا بالنقاط مع الأردنيين.. المؤكدة خسارتهم في الدور المقبل مع منتخب كوريا لأنَّ الأخير لا يريد التفريط بالصدارة ويلتحق باليابان وإيران.. أختلف ورغم كل الإرهاصات المؤلمة من عبث كاساس وصداعه المستمر مع الآراء الأخرى، وأقول لقد كنا نحن الأفضل في مواجهة الكويت يوم الخميس الماضي لكنَّ تفوق الكويتيين تحقق بفضل شيء اسمه الانضباط التكتيكي.. كاساس مخطئ بتشكيلته لكنه تدارك الوضع ولو بشكل متأخر.. لكن يبقى منتخبنا وفق هذه الحال.. مركبًا تائهًا.. نفتقد لحارس مرمى فدائي.. وقلب دفاع مؤتمن.. ومحور ارتكاز ماهر.. ومهاجم خلفي يسد عورات الاعتماد المفضوح على أيمن حسين.
نتمنى مخلصين ومع تجديدنا الثقة والدعم بمنتخبنا الوطني أن نكون قد استوعبنا أخطاء المباريات الماضية وأن يكون التركيز والعزم حاضرين بقوة من أجل كسب لقاء اليوم مع المنتخب الفلسطيني لأننا اقتربنا من المفترق الحاسم الذي لا يقبل بمنطقي الخسارة والتعادل ويؤمن بالكامل بمنطق الفوز لا غير إذا أردنا تعبيد طريق الحلم بواقعية إلى المونديال.