خبراء: إعادة تأهيل حقول النفط تعزز الاستقلالية في مجال الطاقة

اقتصادية 2025/03/26
...

 بغداد: شكران الفتلاوي

 

في إطار سعي الحكومة لتطوير قطاع الطاقة، تعمل وزارة النفط على استثمار الغاز المصاحب من خلال تطوير الحقول، بما في ذلك حقول شركة نفط الشمال، بهدف زيادة إنتاج الغاز وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. وأوضح وزير النفط حيان عبد الغني أنه تم عقد اجتماع مع وفد من شركة بي بي البريطانية لمناقشة تطوير حقول كركوك، الواقعة على بعد 250 كيلومترًا شمال بغداد، بهدف تحسين الإنتاج وتوفير الوقود اللازم لتوليد الكهرباء.

الخبير النفطي حمزة الجواهري، وصف إعادة العمل مع شركة برتش بتروليوم  Bp لتطوير وتنشيط حقول كركوك النفطية “حقول نفط الشمال” بالأمر الإيجابي، لكون ذلك يهدف إلى زيادة الإنتاج في حقول باي حسن، وكركوك، وجمبور، وخباز، التي تم التعاقد على تطويرها بعقد استشاري لدراسة هذه الحقول من أجل إعادة العمل بها، نتيجة لتوقفه بسبب الظروف الأمنية آنذاك ودخول “داعش” إلى المنطقة الشمالية، وكانت قيمة العقد 160 مليون دولار آنذاك.

وأوضح الجواهري في حديث لـ” الصباح”، أن العقد يتضمن “الدراسات المكمنية”، ترافقها “الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية “، ومن مخرجات تلك الدراسات يوضع برنامج التطوير وزيادة الإنتاج، تنفيذاً للبرنامج الحكومي الذي يهدف إلى استثمار الغاز المصاحب لتلبية الحاجة وتوفير الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية.

يشار إلى أن وزير النفط، حيان عبد الغني، أكد أن الوزارة تعمل على إعادة تنشيط حقول كركوك النفطية وزيادة إنتاجها، من خلال الاتفاق المبرم مع شركة بريتش بتروليوم، مشيرًا إلى أن العقد الجديد سيسهم في تحقيق مكاسب عدة، بضمنها  تحسين البنية التحتية وإنتاج الغاز وتوفير فرص عمل جديدة.

وأكد الوزير أن توقيع عقد تطوير حقول كركوك مع شركتي نفط الشمال وغاز الشمال يمثل إنجازًا كبيرًا، لا سيما بعد المدة الطويلة التي مرت على توقف الإنتاج بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها المنطقة. وأوضح أن هذا العقد سيسهم في رفع مستوى الإنتاج الوطني، إذ تشمل عمليات التطوير إعادة تأهيل المنشآت وزيادة الإنتاج من الغاز المصاحب، مما سيعزز إمدادات الطاقة الكهربائية ويضمن استثمار الغاز بشكل أمثل. وأشار الوزير إلى أن العقد يتضمن خططًا تركز على تحسين البنية التحتية للحقول النفطية وتوسيع قدرة القطاع النفطي العراقي على مواجهة التحديات المستقبلية، وزيادة الإنتاج المحلي بما يتماشى مع احتياجات السوق الوطنية.

من جانبه، أوضح الباحث في الشأن الاقتصادي عماد المحمداوي في حديثه لـ “الصباح”، أن إعادة تشغيل الحقول النفطية التي توقفت بسبب الظروف الأمنية في الماضي تعد من الخطوات الأساسية التي تسهم في تحقيق استدامة الطاقة داخل العراق، خاصة في ظل النقص الحاد في إنتاج الطاقة الذي يعاني منه البلد. وأكد المحمداوي أن العراق يضطر في الوقت الراهن إلى استيراد الطاقة من دول الجوار، وهو ما تترتب عليه مشاكل لوجستية وتأخيرات في تلبية احتياجات السوق المحلية. وفي هذا السياق، أشار إلى أن التعاون مع شركة رائدة مثل بريتش بتروليوم لتطوير حقول شركة نفط الشمال في كركوك يعد بمثابة دعم إضافي لشركات نفط الجنوب، إذ سيسهم في تحقيق زيادة ملحوظة في الإيرادات المالية للدولة، إلى جانب توفير كميات كبيرة من الطاقة التي تعد أساسية في تشغيل المصانع ودعم إنتاج الغاز، ما ستترتب عليه زيادة الحاجة إلى العمالة المحلية، وبالتالي فتح أبواب فرص عمل جديدة.