تجارة أحجار الفيروز.. مهنةٌ تتوارثها الأجيال

استراحة 2025/04/07
...

إعداد: نافع الفرطوسي


 تشتهر مدينة نيشابور الإيرانية بأنها عاصمة الأحجار الكريمة، ومن أهم الأحجار التي تستخرج في هذه المدينة هو حجر الفيروز. 

الفيروز كلمة فارسية بمعنى حجر الظفر، كما يعرف بحجر الحياة، لكونه واحداً من أفضل الأحجار وأرخصها ثمناً، ومن فوائد الخاتم المرصّع بحجر الفيروز تحلّي صاحبه بالطاقة والهدوء والسكينة، إضافة الى جماله وروعة لونه المتمايل بين الأزرق والأصفر. ويعد منجم الفيروز في نيشابور أقدم وأشهر المناجم في ايران، حيث يقع هذا المنجم في سلسلة جبال على مسافة 53 كم من نيشابور، وبالقرب من المنجم تقع قرية (معدن)، حيث تمتهن هذه القرية إستخراج الحجر والتنقيب عنه. 

وتدار عمليات التنقيب من قبل الأهالي، ولا تتدخل الحكومة في عملية الاستخراج والتنقيب أو البيع. 

وعمليات التنقيب تتم بعمق ثمانين مترا، ويستخرج من المنجم سنوياً ما يناهز 40 طناً. وهنالك معلومة مفادها، بأن أحجار الفيروز التي تصدّر الى أوروبا عن طريق تركيا، لذلك أطلق الأوروبيون على مدى التاريخ على هذا الحجر القيّم تسمية (تركويه)، بمعنى الحجر التركي، وحجر الفيروز مشهور في أوروبا بالحجر التركي. 

وتعد مهنة الزخرفة والنقش وصقل حجر الفيروز هي مهنة الأهالي التراثية، يمارسونها بإتقان وأنامل مبدعة فبإمكان المتابع المهتم، أن يشاهد في الكثير من المحلات في نيشابور وبمدينة مشهد، أماكن ومتاجر مخصصة للأحجار الكريمة، التي تزيّن الكثير من المنتجات والحلي والخواتم ومنها حجر الفيروز الثمين.

تمثل صياغة أحجار الفيروز التي تمتاز بثقل وزنها، إحدى الصناعات القديمة المتجذّرة في عمق التاريخ الإيراني، ويتناقلها الأبناء من الآباء والأجداد ويضيفون لمساتهم عليها مع تطور الحياة وتقدمها.