العراق يتحول إلى محطة جذبٍ للسياحة العالميَّة

استراحة 2025/04/07
...

 بغداد : نوارة محمد


من يّكن ليصدق بأن عدد السائحين خلال عام 2024 يصل إلى أكثر من 400 ألف سائح بحسب هيئة السياحة العامة العراقية مقارنة بـ 150 ألف سائح في السنوات السابقة ومع تتويج بغداد عاصمة السياحة العربية فأن هذه الأعداد في تصاعد مستمر رغم المحاذير التي يبديها بعض الوافدين من الأجانب والعرب. فالسياحة تنتعش في البلاد لكن الخوف لا يزال عائقا يقف بوجه السواح، ورغم التغير الكبير الذي يشهده العراق إلا أنّ الاجانب لاسيما الاوربيين حذفوا العراق من أجندتهم السياحية منذ اختطاف البريطانيين وجعلهم رهائن حرب قسراً عام 1991، فكيف يعالج المهتمون في السياحة وشؤونها هذه الأزمة؟ 

حسن قاسم كاتب وصحافي واحد أعضاء وزارة الخارجية أشار في حديث للـ(للصباح)  :" يواجه السياح في العراق عددا من الصعوبات التي ترافقهم عند زياراتهم الأماكن السياحية والدينية تأتي في مقدمتها صعوبة الحصول على سمة الدخول إلى العراق (الفيزا)، وتأتي هذا الإجراءات الاحترازية بعد سنوات من الحرب الأمنية على تنظيمات القاعدة وداعش، والتي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء بسبب استهداف المدنيين من قبل عناصر تلك التنظيمات المتطرفة، وقد خفت تلك الإجراءات بسب تحسن الوضع الأمني في معظم المناطق حتى الساخنة منها. وقد تم التنسيق بين ممثلي وزارتي الخارجية والداخلية لتسهيل عملية دخول الأجانب وبخاصة لأصحاب المحتوى السياحي من المشاهير الذين يقدمون على صفحات التواصل الاجتماعي صورة جميلة عن الأماكن السياحية والدينية والتاريخية التي تتمتع بها المحافظات العراقية. وكذلك نوقشت مسألة تردي البنى التحتية للسياحة والأماكن السياحية والدينية والثقافية التي يزخر بها العراق بالقياس إلى مانراه في دول مجاورة تهتم كثيراً بمرافقها السياحية برغم قلتها." 

وعن المقترحات التي قُدمت للترويج عن الصورة الحقيقية للسياحة بالعراق أشار قاسم :" تشجيع الهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية في العراق على الخروج من أبنيتهم المحصنة والتواصل مع العراقيين وزيارة الأماكن السياحية، كما يفعل بعض السفراء والقائمين بالأعمال والملحقيات الثقافية الذين يقصدون المطاعم البغدادية المعروفة ولديهم علاقات طيبة مع الفنانين العراقيين، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على سمعة تلك الأماكن بالنسبة للأجانب الذين سوف يتشجعون للمجيء إلى العراق.

ونعمل على إعادة العمل في البرامج التلفزيونية التي تلتقي بالسفراء والقناصل مثل برنامج بروتوكول الذي يعده ويقدمه الزميل كارناس علي، ولكن بشكلٍ جديد يرافق فيه الضيوف إلى أماكن سياحية وثقافية يرغبون في زيارتها والتعرف عليها." مشيرا أن المخرجات المهمة التي تميز بها الاجتماع تضمين الدراما العراقية بقصص المستشرقين والرحالة وعلماء الآثار الأجانب الذين كانت لهم منجزات مهمة في التنقيب عن مواقع الحضارات والآثار العراقية والكتابة عنها وترجمة نصوصها، وإعادة تسمية العراق سحر الشرق إلى الذاكرة مرة أخرى لترسيخ فكرة التبادل الثقافي والحضاري بين الثقافة العراقية والعالمية. وكذلك إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية الترويجية وترجمتها إلى عدد من اللغات العالمية.

مؤكدا أن العمل الجاد من قبل المؤسسات الحكومية جميعها على النهوض بالواقع السياحي في العراق."

في حين أشار نقيب السياحة في العراق الدكتور محمد عودة العبيدي إلى أنه تعمل النقابة على جذب واستقطاب العديد من السياح الأجانب من خارج العراق من خلال علاقاتنا مع المنظمات المدنية والإنسانية في العديد من الدول الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية الشخصية مع اصدقائنا ممن يعيشون خارج العراق وهي محاولة للترويج للصورة الحقيقية عن بغداد تحديدا، نؤسس اليوم ايضا لإقامة شركات تقدم رحلات إلى بغداد في دول الخارج، واشاعة هذه الفكرة، خصوصا أن العراق يعيش اليوم حالة من الاستقرار الأمني وهو ما يوفر له بيئة صالحة لمزاولة السياحة واستقطاب السياح، نعم حركة السياحة تشهد انتعاشا في السنتين الأخيرتين ولكننا نطمح للمزيد." 

ويضيف " عمل النقابة يختص في جذب السياح الأجانب وهو ما يعد بمثابة دعاية وترويج للسياحة في العراق كما تعمل النقابة على تعزيز التسويق السياحي من خلال الترويج على منصات التواصل الاجتماعي وتوقيع اتفاقيات مع شركات سياحية موثوقة ومرخصة دوليا لجذب المزيد من الزوار والسياح الاجانب كما تسعى الهيئة إلى تحديث إجراءات التأشيرات وتسهيل التعامل مع السياح، مع التركيز على تحسين البنية التحتية والمرافق السياحية في البلاد. خصوصا أن العراق في السنتين الاخيريتين يشهد تطورًا عمرانيًا واستقرارًا سياسيًا واقتصاديًا، مما يجعله وجهة سياحية واعدة في المنطقة."