علي الباوي
إعصار خسارتنا أمام فلسطين لم يهدأ إلى الآن فبعد الإطاحة بكاساس ضربت الفوضى الاتحاد وجعلته مشلولاً أمام التداعيات الخطيرة التي حدثت في آذار الماضي ففي خضم الانقسامات بشأن تسمية المدرب الجديد وضيق الوقت تراجع ترتيب منتخبنا الوطني عالميّاً ولاحت في الأفق الكثير من الأزمات التي لم نضعها في الحسبان.
لسنا اليوم أفضل حالاً من الأمس ويبدو أننا في انتظار المزيد من الأزمات في ظلّ التخبط الحاصل في البنية العضوية للاتحاد فضلاً عن الخيبة الجماهيرية العارمة والاتهامات المتبادلة، وعلى الجانب الآخر من الأزمة نسي الجميع الوضع النفسي للاعبينا وما يمكن أن تخلقه هذه الأجواء الصعبة من تأثيرات عكسية في أداء اللاعبين في اللقاءين المرتقبين أمام كوريا الجنوبية والأردن.
كان الأجدى في موقف كهذا عدم تغيير المدرب واستغلال الوقت المتبقي في بناء استراتيجية جديدة للمواجهتين المقبلتين وعدم القيام بثورة شاملة لأنَّ عامل الوقت ليس بصالحنا على الإطلاق.
إنَّ التقاطعات الحاصلة الآن تبدو مكيفة للخلافات الشخصية وبعيدة تماماً عن المصلحة الوطنية وهموم الجماهير. اليوم الاتحاد يفكر بمدرب عالمي كبير يقود ما تبقى من التصفيات وذلك للحفاظ على ماء الوجه دون التفكير إن كان هذا يخدم منتخبنا الوطني أم لا. القضية الآن لا تتعلق بالأسماء الكبيرة وإنما بالحلول التي تعيد للمنتخب ثقته بنفسه وتكمل ما تبقى لنا على أكمل وجه. الوقت غير متاح لإعادة بناء المنتخب الوطني وفق نظرية أنا أكره، أنا لا أحب. علينا التفكير بمنتخبنا وأزمتنا وليس بخلافاتنا الشخصية والتسقيط غير المهني. نحن اليوم أمام تحديات كبيرة تتعلق بمكانتنا الكروية في آسيا وعلى الجميع ركن الخلافات جانباً والعمل على ما ينفعنا ويسعد الجماهير العراقية.