«بيتنا الدافئ» مبادرةٌ تعكس قيم الرحمة

منصة 2025/04/08
...

 باكو: يارا محمود

تعاني العديد من الحيوانات الضالة من تحديات كبيرة، خاصة في فصول الشتاء الباردة، فالقطط التي تعيش في الشوارع عادة ما تكون الأكثر عرضة للخطر، حيث تفتقر إلى مأوى يحميها من البرد القارس. وفي ظل غياب الرعاية الكافية لهذه الكائنات الضعيفة، ظهرت مبادرة اجتماعية بعنوان « يستنا الدافئ» كفكرة بسيطة تهدف إلى توفير بيوت دافئة لهذه الحيوانات، تُوضع في الأماكن العامة مثل الحدائق والساحات، هذه الملاجئ توفر للقطط مكانًا آمنًا ودافئًا يحميها من برد الشتاء والمخاطر الأخرى التي قد تواجهها في الشوارع، كما تشمل توفير الطعام والماء بانتظام للقطط التي تتواجد في هذه الملاجئ. لكن تأثير المشروع لا يقتصر فقط على القطط. فإلى جانب دوره في حماية الحيوانات، يُعد فرصة لتغيير طريقة تفكير المجتمع في التعامل مع الحيوانات الضالة. ويشجع الأفراد على تبني قيم الرحمة والرعاية تجاه الحيوانات، ويُظهر أن الاهتمام بحياة هذه الكائنات الضعيفة هو مسؤولية جماعية.

ما يميز مشروع «بيتنا الدافئ» هو أنه نتاج لمشاركة واسعة من المواطنين العاديين، وليس من منظمات أو مؤسسات كبيرة، المواطنون الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه الحيوانات الضالة في مدينتهم بدأوا في بناء هذه الملاجئ البسيطة باستخدام مواد معاد تدويرها أو مواد متوفرة محليًا، إلى جانب توفير الطعام والماء بانتظام، يعمل هؤلاء المتطوعون على ضمان استدامة المشروع ونجاحه وهذا النوع من المشاركة يعزز الوعي الاجتماعي ويرسخ ثقافة العناية بالحيوانات في قلوب الأفراد.

من خلال تنفيذ هذه المبادرة، يتمكن المجتمع من التفاعل بشكل إيجابي مع قضية رعاية الحيوانات. فضلا عن نشر الوعي حول أهمية التعامل مع الحيوانات برفق، ويعزز من فكرة أن كل كائن حي، مهما كان صغيرًا أو ضائعًا، يستحق فرصة للحياة في بيئة آمنة، وعندما يرون نتائج جهودهم المباشرة، مثل رؤية القطط وهي تتجمع في بيوت دافئة بدلاً من معاناتها في الشوارع، يشعر المتطوعون بالإنجاز ويزداد لديهم الحافز للاستمرار في دعم هذه المبادرة، كما أنه يُحفزهم على اتخاذ مزيد من الخطوات لتحسين ظروف حياة الحيوانات.