الحشرات تغزو المدن

الباب المفتوح 2025/04/09
...

 بغداد: فرح الخفاف 

  شكا مواطنون من غياب تام لحملات مكافحة الحشرات في بغداد والمحافظات، مؤكدين أن البعوض والذباب وأنواعا أخرى غزت الحدائق ودخلت لمنازلهم، ما يشكل خطراً على صحتهم وصحة أطفالهم.

فمنذ زمن بعيد لم تعلن وزارة الزراعة أو غيرها من جهات، تنفيذ حملات رش بالطائرات أو بالسيارات المتنقلة، رغم الانفتاح الذي يشهده العراق مع دول العالم وسهولة الحصول على المبيدات.

وتساءل الخبير الزراعي حيدر فاضل عن سر غياب هكذا حملات، قائلًا: "العراق كان يشهد القيام بأكثر من حملة في السنة الواحدة، حيث يتم رش البساتين والمشاتل".

وأضاف أن "العراق يشهد منذ مدة انفتاحًا كبيراً على دول العالم، ويمكن تخصيص أموال لشراء طائرات او استخدام الطائرات الهليكوبتر الخاصة بالجيش وتحويرها مؤقتًا لرش المبيدات".

وتابع فاضل أن "غياب حملات المكافحة أدى لانتشار كثيف للحشرات الناقلة للأمراض وبالتالي تشكل خطراً على صحة المواطنين، خاصة صغار السن"، مبينًا وجود جدول خاص بحملات كهذه، ويمكن الاستعانة بالخبرات الدولية، لاسيما دول شرق آسيا لمكافحة الحشرات.

بدوره، قال خالد حسن: "لدي حديقة كبيرة في منزلي، لكنني لا أستطيع الجلوس فيها بعد غروب الشمس، فالحشرات تنتشر بشكل مخيف".

وأضاف "قمت برش الحديقة، وتحسن الحال نوعًا ما، إلا أن الحشرات عاودت الظهور، بسبب قرب منزلي لأحد المشاتل في منطقة الصليخ ببغداد"، داعيًا الجهات الحكومية المعنية للقيام بدورها، وتنفيذ حملات مكافحة دورية، خاصة أن شهر نيسان يشهد وضع الحشرات بيضها على أوراق الأشجار.

وأظهرت المعلومات على موقع وزارة الزراعة، أن آخر حملة نفذتها الوزارة كانت العام 2024 باستخدام المروحيات العسكرية التابعة لطيران الجيش، إلا أن هذه الحملة شملت مكافحة حشرة "دوباس" النخيل، كما قامت أمانة بغداد بحملة أيضًا العام الماضي شملت مكافحة القوارض.

وفي ظل عدم تنفيذ أي حملة كبرى لمكافحة الحشرات هذا العام لغاية الآن، فإن الدعوات تزداد للقيام بها، إذ قال محمد العامري: "لم أرَ منذ سنوات أي طائرة تقوم برش المبيدات، علمًا أنني أعيش في منطقة زراعية".

وأشار الى أن "سكان منطقته يقومون بين مدة وأخرى بحملات مكافحة، إلا أنها لا تحقق ما نسبته 50 بالمئة من جدواها، بسبب أن الحشرات تأتيهم من مناطق قريبة، فيما يقوم آخرون بحرق الأعشاب أو النفايات، لإبعاد الحشرات، رغم السلبيات الكثيرة لهذه الظاهرة، لكن لا بديل لديهم، 

خاصة من الذين لا يمتلكون المال لشراء مبيدات".

أما عمر وليد فقد أشار إلى أن الفئران والجرذان غزت منطقتهم في حي الخضراء ومنطقة أهله في الغزالية.

وقال: "ناشدنا الدائرة البلدية من دون جدوى، وقمنا بشراء المبيدات والمصائد، لكن عددها تجاوز إمكانية السيطرة عليها، بمجهود فردي، إذ يتطلب الأمر، جهودا أكبر".