غزة وخطة ترامب

آراء 2025/04/10
...

 يعقوب يوسف جبر 

ما جرى في غزة يعد مأساة كبرى أسفرت عن استشهاد واصابة العدد الهائل من سكانها، اضافة إلى تدمير البنى التحتية والمباني السكنية، فأصبح مواطنوها بلا مأوى، ويبدو أن من ضمن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هو الضغط على سكان غزة لحملهم على الهجرة منها إلى مواطن بديلة،

 وقد لمح الرئيس الامريكي إلى ذلك من خلال مخاطبته حكومتي الاردن ومصر بقبول مشروع اسكان سكان غزة في هذين البلدين، مقابل ان تدفع الولايات المتحدة الامريكية مبالغ مالية إلى هاتين الدولتين، أو تطالبهما بدفع الديون الأمريكية المترتبة بذمتهما، فإن رفضتا فإن الولايات المتحدة الامريكية ستفرض عقوبات مالية عليهما .

كما ان الرئيس الأمريكي قد لمح إلى سكان غزة بقبول المقترح فحسب وجهة نظره يعد مقترحا ايجابيا يحصلون من خلاله على مواطن جديدة لهم .لكن هذا المقترح واجه الرفض من سكان غزة المشردين داخل قطاع غزة .فهل اصبح سكان غزة فريسة سهلة للولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني؟ من المحتمل أن هذا المشروع قد يكون على وشك التنفيذ قريبا فلا يمكن لسكان غزة الصمود طويلا في غزة وسط واقع معيشي وصحي مرير بائس .وفي حالة تنفيذ هذا المخطط فهو يعني توسع الكيان الصهيوني، من هنا يجب على دول المنطقة العمل معا للوقوف ضده . لكن هل من المتوقع أن تتضامن هذه الدول لإفشال هذا المشروع؟ 

لا توجد بوادر تشير إلى ردة الفعل هذه فحكومات دول المنطقة العربية صامتة ويفسر صمتها بأنها تقبل بهذا المشروع. باستثناء جمهورية العراق الرافضة له.إن سياسة الكيان الصهيوني ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة قد أنتجت حكومات ضعيفة غير مهتمة بشؤون الفلسطينيين، إذ ليس من ضمن أولوياتها دعم الشعب الفلسطيني، مما افسح المجال للكيان الصهيوني بتنفيذ مخطط التوسع والاستمرار به خاصة بعد سقوط نظام الأسد، وتقلص نفوذ روسيا في المنطقة إن ترامب يراهن على نجاح مشروع تهجير سكان غزة وتوطينهم في مصر والأردن والعراق وهو بهذا المشروع قد ينجح في تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد .لكن ما هو موقف شعوب المنطقة من تنفيذ هذا المشروع ؟ يقينا ان هذا المشروع لقي الرفض من قبل هذه الشعوب وحتى لو تم تنفيذه فلن تموت القضية الفلسطينية في ضمير هذه الشعوب بل تبقى حية .ولو افترضنا ان ترامب سيتمكن من تنفيذه لكن هل يملك القدرة على إماتة وجدان الشعوب وحملها على نسيان مظلومية فلسطين وشعبها المهتضم ؟