مشروع مدرب واعد

الرياضة 2025/04/10
...

  حيدر عبد الجليل 

 

حين تتجسّد شخصية القائد في لحظة حرجة، وتُختصر سنوات من الخبرة الكروية في قرارات فنية مصيرية، يولد الأمل من رحم اليأس. هذا ما فعله المدرب العراقي الشاب سلام شاكر مع نادي الخور القطري في دوري الدرجة الأولى.

قبل قدومه، كان الفريق تائهاً، بلا هوية، خاض (18) مباراة لم يجنِ منها سوى (7) نقاط، وبات قاب قوسين أو أدنى من الهبوط. الأجواء كانت قاتمة، والجماهير فقدت الثقة بأي محاولة للعودة. لكن كل شيء تغيّر بعد أن وضع سلام قدمه في دكة البدلاء كمدير فني. مباراتان فقط كانتا كافيتين لتبعثا الأمل مجدداً في نفوس اللاعبين والمشجعين، فحقق الفريق تحت قيادته (6) نقاط كاملة، وأظهر أداءً مختلفاً، قتالية في الملعب، وتنظيماً دفاعيّاً وهجوميّاً يوحي بأنَّ هناك فكراً جديداً بدأ يُطبق.

جماهير الخور، التي اعتادت على الخيبات هذا الموسم، بدأت تردد اسم سلام شاكر بكل فخر، ليس فقط لأنه أعاد الأمل بالبقاء في دوري الدرجة الأولى، بل لأنه قدم نموذجاً لمدرب شاب يعرف كيف يقرأ خصومه، ويتعامل مع ضغوط المرحلة. سلام شاكر، المدافع الصلب سابقاً، يبدو اليوم مدرب المستقبل، يحمل ملامح الجيل الجديد من المدربين الذين يجمعون بين العقلية الكروية الحديثة والروح القتالية. نجاحه السريع مع الخور قد يكون أول السطور في قصة مدرب ناجح قادم من بلاد الرافدين.

فهل نشهد بداية مشوار تدريبي ناجح؟ الزمن كفيل بالإجابة، لكنَّ الأكيد أنَّ سلام شاكر أعاد الحياة إلى فريق كان يحتضر، وهذا بحد ذاته انتصار يشار إليه بالبنان.