بغداد: شذى الجنابي
رغم سنوات الجفاف الخمس التي أثقلتْ كاهل البلاد، تلوح بوادر مبشِّرةٌ في الأفق مع إعلان وزارة الموارد المائيَّة توقعاتها بوصول خزين العراق المائيِّ إلى مستوياتٍ كبيرةٍ خلال شهر حزيران المقبل، نتيجة ذوبان الثلوج وهطول الأمطار، خصوصاً على حوض نهر الزاب الأعلى. ويأتي هذا في وقتٍ تعمل فيه وزارة التخطيط على إعداد خطةٍ استراتيجيَّةٍ لإنشاء (36) سدّاً جديداً بهدف استثمار مياه السيول الفيضانيَّة، بما يُعزّز الأمن المائيَّ ويُقلّل من تأثيرات تغيّر المناخ وشحِّ المياه المستمرِّ منذ مواسم عدَّة. وقال وزير الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، في تصريح لـ"الصباح": إنَّ "المحافظات الوسطى والشماليَّة ستستفيد من كميات الأمطار المتوقعة خلال الأيّام المقبلة لريَّة الفطام الأخيرة لمحصول الحنطة، بينما تستعدّ محافظتا النجف الأشرف والمثنى لانطلاق موسم تسويق المحصول".
وأشار إلى أنَّ الخزين المائيَّ سيُسجّل ارتفاعاً كبيراً مع دخول المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج في الجانب التركيِّ، والتي لم تُستثمرْ هناك بعد، ما سيُسهم في تعزيز الخزين الاستراتيجيِّ في السدود العراقيَّة قبيل فصل الصيف. ورغم استمرار تحديات الجفاف وتناقص الحصص المائيَّة الواردة من دول الجوار، وتراجع الأمطار نتيجة ظاهرة النينيو المناخيَّة، فإنَّ التحرّكات الحكوميَّة الأخيرة تعكس تحوّلاً في الاستعداد والتخطيط لمواجهة الأزمات المستقبليَّة بإجراءاتٍ عمليَّةٍ وطموحة.