{ذاكرة بغداد} تعود إلى الحياة

الأولى 2025/04/13
...

 بغداد : سرور العلي


بعد سنواتٍ من الإهمال، يعود شارع الرشيد في بغداد إلى الحياة ضمن مشروع حكوميٍّ طموح يعكس رغبةً جادَّةً في إحياء ذاكرة هذه المدينة العريقة. الشارع، الذي لطالما كان شاهداً على التحوّلات السياسيَّة والثقافيَّة في العراق، يشهد حاليّاً أعمال تطويرٍ وتأهيلٍ كثيفة. وتباشر أمانة بغداد تنفيذ المشروع بدءاً من المقطع الممتدِّ من ساحة الميدان إلى تمثال الرصافيِّ، إذ أعيد تأهيل ستِّ بناياتٍ تراثيَّةٍ حتى الآن، مع خططٍ لتأهيل تسعٍ أخرى، إضافةً إلى إدخال "الترام" كوسيلة نقلٍ تراثيَّةٍ لتعزيز الجاذبيَّة السياحيَّة. ويأمل أهالي المنطقة أنْ تُسهم هذه الجهود في إنعاش الحياة التجاريَّة والثقافيَّة، كما يقول محمد حسين، أحد سكان الحي، الذي يرى في المشروع "بارقة أمل حقيقيَّة"، بينما يعدّ رعد قيس (صاحب محل)، أنَّ ما يجري يُمثل فرصةً لإعادة الاستثمار شريطة الحفاظ على هويَّة المكان. من جهته، يرى الباحث في التراث ياسر العبيدي أنَّ المشروع لا يستهدف ترميم الشارع فقط، بل يسعى لإنقاذ الذاكرة الحضريَّة لبغداد التي تمتدّ لأكثر من قرن. وفي السياق نفسه، يؤكد نقيب السياحيين الدكتور محمد عودة العبيدي أنَّ المشروع يتماشى مع التوجه العالميِّ نحو السياحة التراثيَّة، ويُعزّز موقع بغداد كوجهةٍ للزائرين المحليين والأجانب. كما أشار مدير العلاقات الدوليَّة في وزارة الثقافة علي ياسين عبد الرضا إلى أنَّ الشارع يُمثل معلماً ثقافيّاً لا مثيل له، وأنَّ إعادة تأهيله ستنعكس بشكلٍ إيجابيّ على القطاع السياحيِّ والاقتصاديِّ في العاصمة.