زيدان الربيعي
استطاع الكثير من المهاجمين تسجيل وجودهم مع المنتخبات الوطنية بشكل مميز جداً في بدايات ظهورهم، إلا أن الإصابات المتلاحقة التي تعرضوا لها وهم في عز شبابهم، حالت دون تحقيقهم مرادهم أو ما كان ينتظره منهم الجمهور العراقي، بعد أن وجد فيهم كل المواصفات الرائعة التي تجعلهم يحجزون مقاعدهم في خط الهجوم.
ومن أبرز هؤلاء يقف المهاجم المميز، صاحب الرأس الذهبي، والهداف الكبير المرحوم كاظم وعل، هذا اللاعب الذي تمكن وخلال مدة وجيزة من تأكيد حضوره وحجز مكان له في جميع تشكيلات المنتخبات الوطنية “الشباب، الأولمبي، الوطني، العسكري”، برغم أنَّ بروزه تزامن مع وجود نخبة رائعة من المهاجمين الكبار أصحاب الخبرة والتجربة أمثال المرحوم علي كاظم، فلاح حسن، عمو يوسف، جليل حنون، ثامر يوسف، كذلك توافق بروزه مع تألق مجموعة من المهاجمين الشباب الذين استطاعوا تأكيد مكانتهم وإثبات جدارتهم مع المنتخبات الوطنية أمثال أحمد صبحي، حسين سعيد، آرا همبرسوم، سليم ملاخ، علي حسين محمود، نزار أشرف.
كان خط هجوم المنتخب الوطني يهيمن عليه الثنائي البارز علي كاظم وفلاح حسن، أما المهاجم الثالث الذي يلعب معهما، فقد كان يخضع للمفاضلة بينه وبين المهاجمين الآخرين، لكنَّ كاظم وعل، قد اختلف عن الجميع، عندما تمكن من أن يكون مهاجماً أساسياً إلى جانب النجمين المذكورين، وكان، نظراً للمميزات الكبيرة التي يتميز بها ومن أهمها الحس التهديفي العالي بالرأس أو عبر القدمين، فضلاً عن الذكاء الميداني الكبير الذي يتمتع به، قناصاً بارعاً للأهداف، واستمر لسنوات طوال بقيادة خط هجوم المنتخبات الوطنية، لولا الإصابة اللعينة التي تعرض لها في الظهر وأسهمت في إبعاده بشكل نهائي عن الملاعب، برغم أنه كان يأمل بالعودة مرة أخرى لممارسة هوايته المفضلة ومداعبة معشوقته الكرة، وقد حرص على العودة بعد ابتعاد طويل دام سنوات عدة، عندما شارك مع فريقه الطيران “القوة الجوية” حالياً في عام (1981) في مباراة ودية ضد فريق الفيصلي الأردني، وقد حاول بعض زملائه من لاعبي الطيران مساندته وتشجيعه من أجل تجاوز محنة الإصابة، إلا أنَّ وضعه الصحي لم يكن يسمح له بالاستمرار في الملاعب، ليقرر الاعتزال وهو في ريعان شبابه وفي قمة عطائه، لتخسر الكرة العراقية ظاهرة كروية جميلة جداً، كان يمكن لها أن تحجز مكاناً أساسياً في خط هجوم المنتخب الوطني
لسنوات عدة.
ومن أجمل الشهادات التي قيلت بحق المرحوم كاظم وعل، ما أكده النجم الكبير والهداف الرائع حسين سعيد، بأنَّ “كاظم وعل أفضل مهاجم لعبت إلى جانبه، إذ زاملته في منتخب الشباب عام (1976)، كما زاملته في المنتخبين الوطني والعسكري”، وهذه الشهادة الكبيرة تؤكد القيمة الكبيرة لكاظم وعل بين المهاجمين العراقيين، خصوصاً إذا ما عرفنا أنَّ سعيد لعب إلى جانب أبرز المهاجمين بتاريخ الكرة العراقية.