وليد خالد الزيدي
لم تكن سياسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بمنأى عن الخوض في ترميم البيت الوطني وإعادة بناء العلاقات بين مختلف الأطراف السياسية في العراق لاسيما مع حكومة كردستان، استنادا لأهمية التوافق بين المركز والإقليم في بناء تفاهمات متوازنة تحفظ حقوق مكونات الشعب العراقي بما فيها محافظات كردستان شمال الوطن والسعي لحلحلة الملفات التي كانت عالقة بين الطرفين بما يوحي بان بلدنا في الوقت الحاضر يسير باتجاه البناء والإعمار والتنمية بعيداً عن المشاكل والأزمات التي ظهرت في الفترات السابقة ومن خلال التطرق إلى النقاط الأساسية التي تهم بغداد وأربيل التي مثلت ملامح خطاب كل من رئيس وزراء الحكومة الاتحادية ورئاسة الاقليم وجسدت تحديد المسار الوطني السليم والرغبة المشتركة بالابتعاد عن التقاطعات في مختلف القضايا.
اللقاءات الأخيرة بين بغداد وأربيل لم تخرج عن اطار برنامج الحكومة للإصلاح الشامل، ومن أهمها تصحيح المسار وإعادة الثقة بالعملية السياسية وترسيخ أحقية المواطنة لدى جميع مكونات الشعب بمختلف توجهاتها السياسية والسعي إلى توفير مناخات ملائمة للمشاركة في صنع القرار الوطني وتعدد مسمياته، بما يخدم العيش الكريم لكل العراقيين من شمال الوطن حتى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وبناء عراق قوي مزدهر ليس على المستوى السياسي فحسب بل على مستوى التكامل الاقتصادي من خلال استثمار جميع ثروات البلاد في كل مناطقه وتلك القضية طالما شغلت تفكير رئيس الحكومة الاتحادية في هذا الوقت بالذات والذي شهد خسائر كبيرة في مستوى أسعار النفط وتدنيها في الأسواق العالمية، الأمر الذي قد يؤدي إلى خلل واضح في حساب مدخلات الموازنة الاتحادية من مبيعات النفط والتي تعد بحق اخطر تحدي يواجه العراق ويعرقل خطط وبرامج المرحلة
المقبلة.
تبادل وجهات النظر وتلاقح الأفكار بين المركز والإقليم بشأن الأحداث الدولية كفيل بتحمل كل اطراف العملية السياسية في العراق مسؤولية استقرار بلدنا وتوطيد امنه وتجنيبه أية انعكاسات يمكن أن تظهر على مستوى الظروف ومستجدات الأحداث الدولية في منطقتنا، وليكون للعراق دور محوري دولي والسعي إلى جعله بلدا آمنا استنادا إلى حلحلة القضايا المستعصية ودعم الاستقرار الوطني وهذا ما يعد دليلاً دامغاً على أن العراق حاليا آمن وأرض خصبة للجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم ومناطق تواجدهم طالما يجمعهم هم واحد هو وحدة البلاد واعتبار امنه هدفا واحدا لا يتجزأ بين مكون وآخر.
حوارات السوداني وزعماء الإقليم من الضروري تعضيدها من كل الأطراف الفاعلة لأنها خطوة منجزة على سبيل التوصل لتفاهمات مشتركة تترجم استدامة عوامل توحيد الخطاب الوطني وتعزيز الانسجام والتماسك والتعايش السلمي بين العراقيين فضلا عن دعم خطوات بناء الثقة بين كل الشركاء وتحقيق الإصلاح وتأكيد رغبة الشعب بحفظ الوحدة الوطنية والسعي لإنجاح سياسة مواجهة الأزمات الداخلية أو الخارجية ومساهمة الجميع فيها كاستحقاق وواجب دستوري يحقق العدالة والمنفعة لكل العراقيين.