د. عدنان لفتة
أجمل الصور سجّلها فريق دهوك في مشاركته الرائعة بدوري أبطال الخليج، سجّل اسمه بقوة، أثبت علو كعب كرتنا، سجّل نتيجة للتاريخ بمجرد وصوله للمباراة النهائية.
إنه الفخر الذي تركه هذا الفريق العراقي الشاب المساند بأصوات آلاف المشجعين على المدرجات والملايين من العراقيين شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، كانت القلوب معهم ولم يبخلوا بالعطاء ولم يقصروا، نقول لهم شكراً من القلب لكل ما قدمتموه، كنتم الفرسان الأبطال في أول منافسة خارجية رسمية للفريق الذي كان كتلة واحدة متماسكة منسجمة يسودها الحماس لأجل كتابة التاريخ الذي ولقوا فيه تماماً وكانوا على قدر المسؤولية، بحضورهم البهي طوال مباريات البطولة وأناقة الأداء الرفيع الذي أبدعوا فيه أيما إبداع بفضل لمسات المدرب مسعود ميرال الذي أحسن ترتيب فريقه وتوظيف لاعبيه وكانوا في الموعد دوماً متألقين مذهلين نجحوا في خطف الأنظار مبكراً وتفوقوا على منافسيهم بروعة العروض وجمالية الكرات واللمسات.
فخر عراقي أن يظهر دهوك بهذا العنفوان، لم يرتبك رغم خبرة منافسيه وقوتهم وألقابهم في بلدانهم، لم يُشعرنا دهوك أنه فريق جديد يظهر للمرة الأولى في منافسة خليجية ترى النور للمرة الأولى، وأبى أبناء العراق إلا أن يسجلوا حضوراً لافتاً مميزاً فيها، حققوا فيه ما أرادوا وبرهنوا على كفاءتهم وقدراتهم أمام القادسية الكويتي الشقيق، حيث لا خاسر اليوم وذهب اللقب لمن يستحقه بجدارة متناهية.
شكراً لحسن التنظيم والصورة الإبداعية عن مدن العراق ونجاحات أبناء العراق، فالتفوق لم يكن على أرض الملعب فحسب بل انتقل ليشمل المدينة السياحية الجميلة التي تركت بصماتها في قلوب الخليجيين المندهشين من سحر الأجواء في المدينة الخلّابة وهم يزورونها في أيام الربيع الباسمة، حيث لا برد شديداً قارصاً ولا صيف ساخناً لاهباً، الكل احتفل بدهوك التي كانت عروساً عراقية زاهية الجمال نثرت عطرها في كل مكان ونجحت بأفضل الدرجات في تسجيل ليلة عراقية مرموقة مضيئة بخيرات العراق وروحه وقلبه الأبيض الذي يسع الجميع بكل ألوان المحبة والود.