طهران: حرب العقوبات لا تُقلقنا

آراء 2018/11/04
...

واشنطن / وكالات
تبدأ الولايات المتحدة اليوم الاحد تطبيق حزمة ثانية من العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها النووي، بحسب وجهة نظر واشنطن، وتستهدف هذه الإجراءات التقييدية القطاعين النفطي والمالي الإيرانيين.
في المقابل اعلنت إيران أنها غير قلقة من إعادة فرض الولايات المتحدة عقوباتها على طهران، مؤكدة قدرتها على إدارة شؤونها الاقتصادية رغم الإجراءات الأميركية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، خلال مؤتمر صحفي عقده امس السبت، تعليقا على الإجراءات الاميركية: «لا أساس للقلق لدينا. إن أميركا لن تكون قادرة على تنفيذ أي إجراء ضد الشعب الايراني». 
وأشار قاسمي إلى أن الولايات المتحدة لجأت إلى وسائل عديدة وأنفقت أموالا ضخمة لممارسة الضغوط على المصارف والشركات الدولية لدفعها إلى قطع علاقاتها مع إيران، لكنه اعتبر أن هذه الجهود لم تثمر، مضيفا: «يبدو أن الولايات المتحدة لم تبق لديها إمكانيات للضغط على الدول أو الشركات»، مردفا: «ولدينا المعرفة والمقدرة على إدارة الشؤون الاقتصادية للبلاد». 
 
دعوة للحوار
الى ذلك حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران، بأن العقوبات الأميركية الجديدة ضدّها ستستمر إلى حين خضوعها، وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن ويقطع طريق طهران نهائيا نحو صنع أسلحة نووية.
وقال ترامب في بيان نشره البيت الأبيض: «نحث النظام الإيراني على التخلي عن طموحاته النووية والعودة إلى طاولة المفاوضات بحسن نية، نسعى للتعاون مع حلفائنا وشركائنا في هذه الجهود».
وأضاف: «الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للتوصل إلى اتفاق جديد أكثر شمولا مع إيران من شأنه أن يعرقل طريقها بشكل دائم إلى الأسلحة النووية.. لحين تلك اللحظة عقوباتنا التاريخية ستنفذ بالكامل». 
 
آلية الاتحاد الأوروبي
في المقابل أعلن وزراء خارجية ومالية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، تطورا ملحوظا شهده مسار التوصل إلى آلية مالية خاصة بإيران، مؤكدين عزمهم على تكملة هذه المنظومة.
وبحسب وكالة أنباء «إرنا». أصدر الاتحاد الأوروبي هذا البيان ليعلن دعمه لإيران، وذلك بعدما أعلن البيت الأبيض أنه سيفرض المرحلة الثانية من العقوبات على طهران. 
وأعرب المسؤولون الأوروبيون عن أسفهم من انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي)، مؤكدين أن الاتفاق النووي يحظى بأهمية بالغة، وبتأييد جميع أعضاء مجلس الأمن، كما جاء في القرار 2231 الدولي، وهو حيوي لأمن أوروبا والمنطقة والعالم برمته. 
وشدد البيان على أن الاتفاق النووي استطاع أن يحقق الأهداف المرجوة منه، حتى الآن، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في تقاريرها الـ12  التزام إيران بجميع تعهداتها في هذا المجال.وأكد المسؤولون الأوروبيون «نحن نتوقع من إيران أن تستمر في التزامها بهذه التعهدات».
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه «يواصل العمل على هذه المسائل مع روسيا والصين ودول ثالثة مهتمة ببقاء خطة العمل المشتركة الشاملة».
ولفت الاتحاد الأوروبي إلى أنه «كثف خلال الأسابيع الأخيرة هذه الجهود، بما في ذلك اتخاذ خطوات لتطبيق المبادرة الأوروبية بشأن تأسيس آلية خاصة ستضمن استمرار عملية رفع العقوبات (الدولية) عن إيران وستتيح للمصدرين والمستوردين الأوروبيين مواصلة العمل الشرعي مع هذا البلد».  
كما ذكر البيان أنه «سيتم القيام بعمل إضافي من أجل دعم المتعاملين الاقتصاديين الذين يخوضون أعمالا شرعية مع إيران بناء على قوانين الاتحاد الأوروبي».
وقال الاتحاد الأوروبي: «سينظر وزراؤنا للشؤون المالية في هذه المسألة خلال اجتماعهم المقبل».بدورها ورحبت الخارجية الإيرانية بالبيان الأوروبي وموقف روسيا والصين بشأن العقوبات الأميركية هذه، وقالت في بيانها:» نرحب بالبيان المشترك للسيدة فيديريكا موغيريني ووزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، ومواقف كل من روسيا والصين في الحفاظ على صادراتنا من النفط والغاز، والإبقاء على القنوات المالية ونعتبر ذلك خطوة في الطريق الصحيح»، وختمت الخارجية الإيرانية بيانها بالقول، إن:»الحفاظ على الاتفاق النووي منوط ببدء تنفيذ الآليات الأوروبية ونجاحها».
 
استثناء دولي
وفي سياق الحديث عن تأثير العقوبات الاميركية صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه تم إعفاء ثمانية بلدان من الحظر النفطي وسيحق لها الاستمرار مؤقتا في استيراد النفط الإيراني، فيما أشار وزير الخزانة ستيفن منوتشين إلى إضافة 700 شخص وكيان إلى القائمة السوداء الأميركية، وإقصاء إيران من نظام «سويفت» الدولي للتحويلات المالية.من جانبه أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز أن بلاده هي إحدى الدول الثماني التي أعفتها الإدارة الأميركية من الحظر الذي فرضته على صادرات النفط الإيراني. وأوضح منوشين، انه سيصدر غدا الاثنين لائحة بمؤسسات مالية إيرانية تطالها العقوبات، وذلك بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إمهال ثماني دول «أسابيع» لإنهاء وارداتها من النفط الإيراني.
واستدرك الوزيران الأميركيان أن للعقوبات استثناءات في مشتريات ذات طابع إنساني، لكن بومبيو، أشار إلى أن العقوبات تستهدف تغييرا جذريا في سلوك إيران» حسب وصفه.
 
 
«لعبة العروش»
وبينما تبدأ اليوم وبتوقيت الشرق الاوسط وغدا بتوقيت واشنطن سريان وجبة جديدة من العقوبات الاميركية على طهران نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تغريدة على حسابه على موقع “تويتر”، يعلن فيها عودة العقوبات الاقتصادية ضد إيران.واقتبس الرئيس الأميركي الجملة الشهيرة من مسلسل “لعبة العروش”، للروائي الأميركي جورج أر أر مارتن، التي تقول “الشتاء قادم” وحولها الرئيس لـ”العقوبات قادمة”.وتشير جملة “الشتاء قادم” في المسلسل الملحمي إلى عودة “السائرون البيض”، وهي وحوش خيالية قد تقضي على الجنس البشري كله، ضمن أحداث المسلسل. 
​وأثارت تغريدة الرئيس ترامب سخرية متابعيه، بسبب اقتباسه للجملة الشهيرة. 
وأثار ملصق ترامب عاصفة من التغريدات على تويتر، إذ اعترض البعض على تخريب المسلسل الشهير، ورأى آخرون أن في ذلك انتهاكا لحقوق الملكية، واستغرب آخرون من الطريقة التي لجأ إليها الرئيس الأميركي للترويج للعقوبات.
وعلقت شركة “اتش بي أو” التي تنتج مسلسل “غيم أوف ثرونز” الأميركي الضخم: “ لم نكن على علم بهذه الرسالة، ونفضل ألا يتم استخدام علامتنا التجارية لأغراض سياسية”.