قدم لنا مدرب منتخبنا للناشئين عماد محمد كوكبة رائعة من المواهب عندما حل رابعاً في بطولة غرب اسيا التي أقيمت في الأردن الأسبوع الماضي ، واكثر ما اثلج قلوبنا ان الفريق قدم مستويات جيدة لا تعكس ابدا الإرهاصات والمشاكل الإدارية التي واجهت تحضيراته بل ان نتائج هذه البطولة وطبيعة الأداء كاتنا بخلاف الظهور المخيب الذي ظهر فيه الفريق في البطولة السابقة من العام الماضي وعليه فأن أمام العمدة، فرصة مثالية لبناء منتخب متجدد سيكون النواة الأساسية لبقية المنتخبات الوطنية في المستقبل بعيداً عن طبيعة نتائجه المتحققة خلال هذا التجمع الذي يعد افضل محطة تحضيرية لبطولة القارة لتحت 16عاماً التي ستقام في الثامن عشر من أيلول المقبل في قيرغيزستان الذي سيضيف منافسات المجموعة السادسة الى جانب منتخبنا ولبنان والامارات .
مواهب واعدة
تألق في بطولة غرب اسيا العديد من الأسماء الواعدة على غرار اموري فيصل و علي الأكبر رحيم واحمد جواد وضرغام احمد وزكريا طارق ومحمد شنّة وحسن عماد واخرين، بمعزل عن العقم الهجومي الذي رافق الأداء لكن الشيء اللافت هو أسلوب مراحل بناء الهجمات وتحضير الكرات الذي كان يبدأ من الخلف ومن ثم تتم عملية البناء في وسط الملعب بعيدا عن منهجية الكرات الطويلة والانتقال السريع وضرب التنظيم الدفاعي بالكرات البينية الى العمق وقد أتاحت المجال امام المدرب للوقوف على أهم مرحلة من مراحل اللاعب التي تتعلق بتكوينه واكتسابه للمهارة وبقية التطبيقات الخططية ومنها الأداء بوتيرة واحدة مع التناسق الواضح في توظيف المهارة ضمن الاساليب الخططية التي يبدأ التركيز عليها للاعمار من (13 لغاية 17 )، وعليه فان نوعية التمارين في الوحدات التدريبية يجب ان تأخذ النسقين التعليمي ( التلقيني لترسيخ المهارة) والتطبيقي ( التجريبي والتنفيذي مع اعلى مراحل التوجيه والإرشاد خلال الاداء) بسبب النضوج البيولوجي واستعادة عقل اللاعب لذاكرته الصورية مع تكرار التمارين المختلفة المتعلقة بالتوافق العضلي والعصبي لكي تساعد اللاعبين في استخدام المهارة المناسبة خلال اللعب وبأجزاء من الثانية، بالإضافة الى البناء البدني والارتقاء بالجوانب المتعلقة بالسرعة والتحمل والقوة والمطاولة انتهاء بمفهوم ثقافة اللعب التي يحصل عليها اللاعب الناشئ عبر التكرار في التمارين وطرق التدريب الحديثة التي تجعله يتصور جميع الحالات ذهنياً قبل اتخاذ المهارة الأنسب عمليا عند التطبيق .
التكنيك والتكتيك
ومن خلال تصريحات الجهاز التدريبي لمسنا ان النية تتجه في الأسابيع المقبلة الى الاهتمام بـ(التكنيك العام) أي اتقان اللاعب لطريقة التعامل مع الكرة بأجزاء جسمه المختلفة على غرار أساسيات المراوغة، المناولة المباشرة والمائلة, التسلم الثابت او المتحرك للحصول على الكرة, التسديد, تكنيك ضربات الرأس, الدحرجة مع الكرة, والخداع, الاستدارة الخ وتشذيبها من أي هفوات بواسطة التكرار المستمر، ومن ثم يتم الاهتمام بمفهوم (التكنيك العملي الفردي) الذي يتم تطبيقه وتنفيذه من قبل المواهب خلال حالات اللعب المختلفة وهدفه هو اجادة اللاعبين الناشئين لتنفيذ مهارة تكنيك معين خلال حالة لعب خاصة مع الارشاد والتوجيه المستمر والتكرار وهنا تكون الاولوية في متابعة تطبيق اللاعب للمهارة بشكل فردي وأخيرا الوصول الى (التكنيك العملي الخططي) وهو من أهم الحالات التي يسعى اليها المدربون في هذه الفئة المهمة ويعرف بـ( مزج مهارة التكنيك الخاص بالتكتيك العام ) وهي توظيف مهارة اللاعب من اجل إنجاح حالة تكتيكية تخدم الفكر الخططي للمدرب ويتم توظيفها في الجوانب التكتيكية اي تخدم المهارة الفردية النسق العام للتكتيك او المبادئ العامة للعب في الهجوم والدفاع.
خلاصة القول
نرى ان الفرصة تبدو كبيرة امام المدرب عماد محمد في بناء منتخب مثالي قوي لديه القدرة على المنافسة وخطف لقب بطولة اسيا المقبلة شريطة الاهتمام اكثر بتطوير التمارين التصحيحية على ارض الملعب والأهم من ذلك تقويم جودة التطبيق لحظة تقييم أداء اللاعبين مهارياً والحكم على قدراتهم في تطبيق التكنيك (العام، والتطبيقي، العملي الموظف لخدمة التكتيك) مقارنة مع إدراكهم للمفاهيم الخططية الأساسية بحسب خصائصهم البدنية، فضلا عن الارتقاء بنوعية التدريبات العامة والفردية لمعالجة الهفوات التي تم تشخيصها من خلال التحليل وقياس جودة الأداء في التمرين او في المباريات .