عرائس ملونة تزيّن جسور بغداد

الصفحة الاخيرة 2019/07/15
...

بغداد/ مآب عامر
طفلة صغيرة  لم تتجاوز السابعة من عمرها، اخذت تجري وخلفها والدها مسرعا بعد النزول من السيارة متوجهان إلى رصيف جانبي من جسر ببغداد، حيث تصطف مجموعة دمى متوسطة الحجم ترتدي فساتين بألوان صاخبة (حمراء، صفراء، خضراء..). يعرف والدها أنه من المستحيل أن تتنازل صغيرته عن فكرة اقتناء الدمية بعدما تشبثت نظراتها بإعجاب على عروس بفستان زهري اللون، وهو يقول إن اشكالها جذابة للفتيات. 
كما أن طفلته على ما يبدو تدهشها الدمى الكلاسيكية القديمة بشكل أكبر من الألعاب الحديثة والمتطورة.
وهو ما اكتشفه عماد مؤنس (37) عاماً، الذي يعرض هذه العرائس للبيع على  الجسر،ويقول "الفتيات الصغيرات يعشقن العرائس المصنوعة يدوياً". 
ويضيف : صحيح أنا اتخذها وسيلة لكسب الرزق، ولكن هذه المهنة تعتمد على الحظ.
فعند أوقات الزحام المروري ترتفع مكاسبه قليلاً، ويصف مهنته هذه "غير دائمة" ولكنه  يحاول الحفاظ عليها، على الرغم من أن بعض الآباء والامهات يعدون اسعارها مرتفعة بعض الشيء ولكن االفتيات يجبروهم أو يفرضون عليهم شرائها. 
ويجلس ياس حامد (23)عاماً بقرب عرائسه على رصيف يقع بتقاطع لأربعة شوارع ببغداد، كما يحاول أيضا تصفيفها وترتيبها بأشكال متميزة جاذبة.  
يشرح أن هذه الدمى جاء بها النازحون من سوريا،وهي مصنوعة يدوياً لهذا تعد أثمانها مناسبة جدا، كما أن العرائس الملونة هي الأكثر شعبية بين الفتيات الصغيرات. 
وفي الآونة الأخيرة، صارت صناعة الدمى هذه تحظى بشعبية في بغداد رغم أنها تصنع يدوياً في ورش داخل البيوت. وساهمت هيئتها التي على شكل فتاة بشعر طويل ترتدي فستانا ملونا في استهواء الفتيات الصغيرات وحتى 
الكبار.
يقول ياس: الكبار بالعمر يقتنون هذه العرائس لأنها تذكرهم بأيام جميلة من طفولتهم ، وزادها أنك عندما تعطي طفلة أو فتاة دمية، فإن ردة فعلها تكون بالنظر إلى الدمية بابتسامة جميلة، لهذا أجد هذه المهنة من أنبل المهن لأنها تمنح الصغيرات الشعور بالفرح أو السعادة.