أوقطاي: علينا التحقيق بتقارير تزعم {إذابة} جثة خاشقجي

الثانية والثالثة 2018/11/06
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
شدد نائب الرئيس التركي فؤاد اوقطاي على ضرورة التحقيق في تقارير تفيد بأن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي أذيبت في مادة كيمياوية بعد تقطيعها، بالتزامن مع تسريب السلطات التركية معلومات جديدة للصحافة المقربة من إردوغان تفيد بأن السلطات السعودية أرسلت إلى اسطنبول فريقا متخصصا لمحو آثار مقتل خاشقجي.
وقال فؤاد اوقطاي في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية التركية: “بات يقينا الآن أن خاشقجي استهدف بجريمة قتل متعمدة”، مضيفا ان “السؤال الآن هو من أصدر الأوامر. هذا ما نسعى للحصول على إجابته.. وهناك سؤال آخر هو أين اختفت الجثة؟ هناك تقارير عن أنها أذيبت في الحمض. لا بد من النظر في كل ذلك”.
وقتل خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثاني من تشرين الأول الماضي.
ولفت أقطاي إلى أن بلاده نجحت في توجيه رسالة تنص على أن من يرتكب جريمة داخل الأراضي التركية سيدفع الثمن أيا كان، مؤكدا أن أنقرة تتعامل مع قضية خاشقجي “بكل شفافية وبرصانة الدولة”.
وأظهرت تسريبات صحفية جديدة أن السعودية أرسلت فريقا لتطهير مبنى القنصلية ومقر إقامة القنصل في اسطنبول من آثار مقتل خاشقجي ومحو الأدلة بعد أسبوع من مقتله.
وتضمنت التسريبات تصريح مسؤول يؤكد ما أوردته في وقت سابق صحيفة “صباح” التركية الموالية لإردوغان من أن فريق التطهير مكون من متخصص كيمياوي وخبير في مجال السموم هما “أحمد عبد العزيز الجنابي”، و”خالد يحيى الزهراني”، ذاكرة أنهما وصلا الى تركيا ضمن فريق من 11 شخصا أرسل للمشاركة في التفتيش مع المسؤولين الأتراك.
وأفاد المسؤول بأن الجنابي والزهراني طهرا القنصلية ومقر إقامة القنصل حتى يوم 17 تشرين الأول، معتقدا أن “الشخصين جاءا إلى تركيا لغرض واحد هو إخفاء الأدلة في مقتل خاشقجي قبل السماح للشرطة التركية بتفتيش المكان”.
وذهب المسؤول إلى أن “إرسال فريق تطهير من السعودية بعد 9 أيام من الجريمة يشير إلى أن قتل خاشقجي كان معروفا لكبار المسؤولين السعوديين”.
 
محاربة التنظيمات الكردية
وتنشغل تركيا هذه الأيام بتوتر جديد مع التنظيمات الكردية المسلحة في سوريا المدرجة على لائحة الإرهاب الخاصة بأنقرة. 
وقال نائب الرئيس التركي بشأن وجود تلك التنظيمات في مدن سورية حدودية مع تركيا: إن “الهدف الرئيس لتركيا واضح جدا وهو عدم السماح لأي خطر إرهابي يهددها على حدودها مع سوريا البالغ طولها 911 كيلومترا”.
وتعهد أوقطاي بـ”مواصلة الكفاح حتى القضاء على كل عنصر داخل حدودنا يشكل تهديدا للدولة التركية”، منبها إلى أن “العيش في هذه المنطقة (الشرق الأوسط) له ثمن، ودفع هذا الثمن يتطلب أن نكون أقوياء”.
وسيّرت قوات تركية وأميركية - في إطار اتفاق خارطة طريق منبج - دوريات عسكرية مشتركة الخميس الماضي لأول مرة في محيط مدينة منبج السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية / وحدات حماية الشعب الكردية التي تعدها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وانتقد نائب الرئيس التركي تأخر الجانب الأميركي في تنفيذ اتفاق منبج، مبينا أن “الولايات المتحدة وعدت في البداية بعدم السماح لتمركز عناصر وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في المنطقة، وبدأت بالمماطلة بعد ذلك، ولم يعد الأمر يحتمل التأجيل بالنسبة لتركيا”. وتسعى تركيا لإخراج التنظيمات الكردية من منبج وتشكيل إدارة محلية فيها تمهيدا لإخلاء المناطق السورية الواقعة غرب نهر الفرات من المسلحين المعادين لها، في حين قصفت قبل أيام التنظيمات الكردية المنتشرة في مناطق شرق الفرات مثل تل أبيض وسط تهديد إردوغان بسحق تلك 
التنظيمات.