روحاني رداً على ترامب: سنبيع النفط ونخرق العقوبات
الثانية والثالثة
2018/11/06
+A
-A
واشنطن / وكالات
ما ان حلت العقوبات الاميركية على ايران امس الاثنين حتى جاء الرد الاوروبي ليؤكد مواصلة تعامله مع طهران وحماية الشراكة الاقتصادية «الاوروبيةـ الايرانية» بشكل عام، وذلك بما يتماشى مع التشريع الاوروبي وقوانين مجلس الامن، في الوقت نفسه اكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، ان إيران ستبيع النفط وستخرق العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها. وقال روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: “إننا نسعى للحد من تأثير العقوبات الأميركية في القطاع الاستثماري الذي يؤدي دورا مهما في الوقت الحالي”، مشددا على أن “أميركا لن تنجح في تحقيق أهدافها بإضعاف إيران وإحباط الشعب الإيراني»، مؤكدا أن إيران ستتجاوز الأزمة بوحدتها وستجعل الولايات المتحدة تندم على فعلتها.
الاتحاد الأوروبي
من جانبه قال الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك، امس الاثنين، إنهم يأسفون لقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران.
وقالوا، في بيان صدر الجمعة وأعيد إصداره مجددا امس، إنهم سيسعون لحماية الشركات الأوروبية التي ترتبط بتعاملات تجارية مشروعة مع طهران.
وأضافوا، “هدفنا حماية اللاعبين الاقتصاديين الأوروبيين الذين لهم تعاملات تجارية مشروعة مع إيران بما يتماشى مع التشريع الأوروبي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231”.
الموقف التركي
اما عن تركيا فقد قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن «توقع التزام جميع الدول بقرار عقوبات وضعتها دولة ما وفقا لمقتضيات مصالحها، هو أمر لا معنى له وغير عادل» على حد تعبيره.
وأضاف أوقطاي في تصريح لوكالة «الأناضول» التركية، «العيش في هذه المنطقة له ثمن، ودفع هذا الثمن يتطلب أن نكون أقوياء، فنحن نعيش في عصر يستخدم فيه الدولار وأسعار صرف العملات والسياسات الداخلية كسلاح اقتصادي».
وتابع: «أوضحنا موقفنا من العقوبات الأميركية ضد إيران، واليوم سيتضح كل شيء.. ولا نسعى للعناد».
الدعم الروسي
وفيما تنتهي صباح اليوم الثلاثاء المهلة الزمنية التي وضعتها الإدارة الأميركية، لتحديد ما إذا كانت ستفرض عقوبات جديدة على روسيا على خلفية تسميمها للعميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، أم تعلن أن موسكو قدمت ضمانات تجنبها تلك العقوبات، بناء على مهلة أعطيت لها قبل 3 أشهر.، قال رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف: إن الولايات المتحدة تفرض العقوبات ضد دول أخرى من أجل خنق المنافسة، مشيرا الى أن الاقتصاد الأميركي هو الذي سيتضرر في نهاية المطاف جراء ذلك.
وأوضح مدفيديف، في مؤتمر خلال زيارته للصين، «الحمائية من دون شك ظاهرة سيئة في الاقتصاد العالمي، وكانت موجودة على الدوام، إلا أن أغلب الدول كانت في السابق تلتزم بالقواعد التي تم وضعها في إطار منظمة التجارة العالمية».
وتابع مدفيديف «كما أفهم فإن الصين الشعبية لديها نفس الموقف، هذا النظام غير مثالي من دون شك، لكنه يعمل ويوفر القدرة التنافسية في العالم، إلا أنه، ومع الأسف تم اتخاذ العديد من الإجراءات في الآونة الأخيرة ترمي الى خنق هذه المواجهة، ووضع نظام التبادل للبضائع والخدمات تحت رقابة مشددة»، مشيرا الى أن ذلك بالذات هو الحمائية الاقتصادية.
وأشار إلى أن «عددا من الدول تنتهج هذه السياسة، وكما يبدو فإن أكبرها في الولايات المتحدة الأميركية، التي تفرض مختلف القيود والرسوم على الصين، والاتحاد الأوروبي، وعلى روسيا.. أنا واثق من أن الاقتصاد الأميركي سيتضرر من ذلك في
نهاية المطاف».
من جانبه أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي المعني بشؤون سوريا، ألكسندر لافرينتيف، اثناء تواجده في طهران دعم بلاده الحازم لإيران في مواجهة العقوبات الأميركية.
من جهته قال علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني خلال
اللقاء: «على الدول والجماعات التي تتعرض لعقوبات أميركية أن تتبنى آلية لمنع استخدام الولايات المتحدة لسلاح الدولار
المدمر».
تأييد اسرائيلي
وفي موقف مغاير وليس بغريب على حليفة اميركا الاولى إسرائيل حيث دعت دول العالم كافة إلى دعم العقوبات الأميركية ضد إيران، التي سرت حزمتها الثانية امس وتشمل 600 شخص وشركة، بما فيها شركات النفط والطاقة والبنوك.
وقال نائب المدير العام للصحافة والعلاقات العامة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، نعوم كاتس: إن إسرائيل تؤيد فرض عقوبات أميركية على إيران وتدعو بقوة الدول الأخرى إلى دعم هذه العقوبات.
مناورات عسكرية
في الوقت نفسه بدأت القوات الجوية في الحرس الثوري والجيش الإيراني امس الاثنين، مناورات على مساحة 500 ألف كيلومتر مربع شمال وشرق وغرب ووسط البلاد.
وتحمل المناورات العسكرية شعار «مدافعو سماء الولاية 2018»، وقال نائب قائد الجيش الإيراني الأدميرال حبیب الله سیاري: ان الهدف من المناورات هو النهوض بمستوى قدرة وحدات الدفاع الجوي حيث يجري خلالها اختبار مهارة المنتسبين، مؤكدا أنه سيتم اختبار أنظمة صاروخية وذخائر حية محلية الصنع.
في الوقت نفسه حذّر نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، أميركا، من أن حاملات طائراتها تحت مرمى صواريخ إيران الدقيقة، ولم يعد بإمكانها الهيمنة على الخليج كما كانت سابقا.
وقال العميد سلامي في حديث للتلفزيون الإيراني: من غير الممكن أن تشن أميركا حربا ضد إيران، والسبب في اعتقادنا هو القدرة العسكرية لدينا، اذ باستطاعتنا تهديد المصالح الأساسية العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة. اذ ان حاملات الطائرات الأميركية في مرمى صواريخنا الدقيقة، لذلك أكد قائد الثورة الإسلامية أنه سوف لن تكون هناك حرب ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة، وهذه هي الاستراتيجية الأساسية للحكومة الايرانية».
الحرس الثوري
من جانبه حذر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من توجيه أي تهديدات إلى إيران لا سيما على الصعيد العسكري.
وقال جعفري، في كلمة ألقاها في طهران: ان «آهات الجنود الأميركيين المرعوبين في طبس لا تزال تقرع الأسماع كما أن آهات جنود بحريتكم وزملائهم البريطانيين في مياه الخليج لا تزال مسموعة».
وأردف جعفري، مخاطبا ترامب: «إنك تعلم جيدا عدد الجنود الأميركيين الذين يقدمون على الانتحار يوميا بسبب معاناتهم من الكآبة والرعب جراء حضورهم في جبهات الحرب، لذلك لا تهدد إيران ولا تخيفها من التهديد العسكري».
إذ أن الأميركيين وحلفاءهم في المنطقة اختبروا مختلف الصراعات سواء الأمنية أو الدفاعية أو الثقافية أو السياسية مع الشعب الإيراني».
وهدد الرئيس الأميركي إيران مرارا وتكرارا باستخدام أقوى وأشد عقوبات شهدها التاريخ ضد إيران لجعلها تغير تصرفاتها من خلال تنفيذ 12 مطلبا طرحتها واشنطن أمام طهران كشرط لتطبيع
العلاقات.
تصريح أميركي
في المقابل اعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن على رجال الأعمال الأوروبيين أن يختاروا، بعد انسحاب واشنطن من الصفقة النووية مع طهران، بين الولايات المتحدة وإيران في تعاملاتهم. وفي مقابلة مع قناة «CBS” الأميركية، امس الاثنين، قال بومبيو: “لن يُسمح للشركات الأوروبية بالتعامل مع كلا الطرفين، مؤكدا عزم الولايات المتحدة على فرض عقوبات ضد الجهات التي ستواصل التعاون مع عدد من الشركات الإيرانية.
استثناءات من عقوبات أميركا
في السياق نفسه قال مسؤول في الحكومة الكورية الجنوبية: إن بلاده حصلت على استثناء من الولايات المتحدة بشأن استيراد النفط الإيراني.
وكوريا الجنوبية أحد حلفاء الولايات المتحدة وأحد أكبر المشترين للنفط الإيراني في آسيا وقد طلبت من واشنطن «أقصى قدر من المرونة» الأسبوع الماضي بعد أن ألغت بعض شركات المقاولات الكورية الجنوبية عقودا مرتبطة بالطاقة في إيران بسبب صعوبات في التمويل،
وبموجب القانون الأميركي يمكن منح استثناءات لفترة تصل إلى 180 يوما.
من جانبه اعلن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا ان اليابان على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الإيرانية.
وقال المسؤول الياباني: إن بلاده طالبت بضرورة ألا يكون للعقوبات تأثير سلبي في أنشطة الشركات اليابانية.
صد هجوم للاجئين
من جانب آخر نصبت السلطات الأميركية حواجز من الأسلاك الشائكة على طول الحدود بين أميركا والمكسيك تزامنا مع استعداد آلاف الجنود الأميركيين، وبدعم جوي، لصد ما وصفه دونالد ترامب بغزو
المهاجرين. وقال الجنرال تيرنس أو شوغانسي قائد قيادة الدفاع الجوي في أميركا الشمالية: “بدأنا بنصب الأسلاك الشائكة مثل تلك التي نصبت في مدينة ماكالين، في أجزاء أخرى من ولاية تكساس، وكذلك في أريزونا وكاليفورنيا.. لدينا ما يكفي من الأسلاك الشائكة لتغطية الحدود، فقد تم نصب ما يصل إلى 22 ميلا، كما سنقوم بمد أسلاك إلى ما يصل نحو 150 ميلا على الحدود”.
ويأتي ذلك على خلفية تحرك قافلة من المهاجرين من المكسيك وهندوراس والسلفادور وغواتيمالا باتجاه الحدود الأميركية. وتضم القافلة أكثر من 7 آلاف شخص، وتفيد التقارير الإعلامية الأميركية بأن نحو ألفي مهاجر قد عبروا حدود الولايات المتحدة. ويخطط البيت الأبيض لصد تدفق المهاجرين غير الشرعيين حتى لو اضطر الأمر إلى استخدام القوة، إضافة إلى استخدام الطائرات من سدون طيار والمروحيات العسكرية في مواجهة المهاجرين غير
الشرعيين.