لخصت رسالة الإسلام، ماضي ومستقبل الإنسانية؛ بوحي من هدي الرحمن.. جل وعلا، الى الرسول محمد بن عبد الله.. صلى الله عليه وآله وسلم، الذي عالج معضلات عصره، التي شكلت خلاصة للمكان والزمان المطلقين.
وقال الأكاديمي والباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ أسعد اللامي، عن أثر الرسول (ص) في ترصين الحياة وإخراجها من ظلمات الجاهلية، إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، مؤكدا بشأن القيمة الإيمانية لشخصية الرسول: "تمثل شخصية النبي الأكرم (ص) أعلى مستوى يمكن أن يرتقيه مخلوق في سلم الكمال، فقد طوى مراحل العبودية والنبوة والرسالة والإمامة الكبرى واليقين الذي لا يدانيه يقين؛ حتى نال مقام القرب الذي ما بعده مقام، قال.. تعالى: "ثمّ دَنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى" فشخصية الرسول صلى الله عليه وله وسلم أفادت من معضلات المرحلة، للإمساك بالزمان والمكان المطلقين".
وأشار رئيس قسم الفلسفة الإسلامية، بجامعة بغداد د. عمار حكمت الحديثي: "عندما نتكلم عن مهمة الرسالة السماوية فنحن نتكلم عن مهمة عظيمة وأمانة كبرى؛ لذلك اختار الله عز وجل النبي الكريم {ص} ، من وسط مجتمع يضج بالمعضلات التي تنخر في جسد البناء المجتمعي، كي يكون عارفاً بما يحدث في المجتمع الذي عليه أنْ يصلحه، وهو ما جعل الرسول الكريم يخرج من هذه المعضلات ما يساعده على فهم المجتمع وتقبل الآخر والعمل على إصلاحه من خلال الرسالة السماوية التي حملها، فالرسول الذي لقبه قومه بالصادق الأمين تعلم من المعضلات التي تمثلت بالانحلال الأخلاقي والتمييز الطبقي بين أبناء المجتمع الخ..."، متابعا: "لم يتعامل مع هذه المعضلات على أنها عائقٌ يحول دون التواصل مع أبناء قومه بل تعلم من هذه المعضلات أنْ يبذل ما بوسعه ويتحمل الآخر ولا يضيق ذرعاً بالسوء الذي يواجهه من الناس، بل يصبر ويصبر حتى يصلح من حوله، وهو بذلك تخطى أفق الزمان والمكان وخرج بمجتمع صالح".
وبين الكاتب والباحث محمد البخاري أن "التاريخ حدثنا بلغة الواقع كيف كانت الأديان تسمو بإنسانية الإنسان نحو الفضيلة؛ لذى نجد ثمة مشتركات بين الإسلام كدين خاتم وبين باقي الأديان في الاهتمام بجوهر الوجود ألا وهو البشر"، موضحا: "رسالة الأديان يتوضح فيها السعي لصناعة الإنسان كوجود له علاقة بالكون وليس على الأرض فقط وهذا ما يتطلب صانعاً من طراز إلهي كالنبي محمد {ص} واخوته من الأنبياء موسى وعيسى ويحيى عليهم السلام".
الشيخ عامر البياتي: "سمى الله الكريم الرسول محمد (ص) بالنور الحمد لله الذي بعث الحبيب المصطفى شاهداً ومبشراً ونذيراً داعياً الى الله وسراجاً منيراً كما قال الله تعالى: "رسولا من أنفسهم ليحل عليهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث".