طريق بغداد - كركوك بحاجة إلى صيانة وتأهيل

ريبورتاج 2019/07/20
...

كركوك/ نهضة علي
لم يعد طريق بغداد- كركوك آمنا كالسابق، فهو بحاجة الى أكثر من أي وقت مضى لصيانة وتأهيل، وتحدث ابو طارق احد السائقين العاملين في طريق بغداد –كركوك بمرارة عن وضعه الصحي وخسارته المادية جراء حادث اثناء نقله مسافرين من كركوك الى بغداد أدى الى إصابته باصابة مزمنة في العمود الفقري إلا أن عدم توفر عمل ثان اضطره للاستمرار بعمله سائقا في الطريق المذكور لاسيما انه يعمل به منذ سنوات طوال،
 واردف المتحدث ان الحادث لم يقف عند تسببه باصابته في الظهر والبقاء فترة ليس بالقصيرة لتلقي العلاج ومراجعة الاطباء، بل تسبب  بتدمير المركبة التي كان يقودها ما اضطره الى اصلاحها وتبديلها باخرى مازال يسدد مبالغ شرائها موضحا انه لم يكن لحظة التصادم مع سيارة نقل متوسطة الحجم يسوق بسرعة تفقده السيطرة الا ان مسار الشارع وضيقه هو من اجبره على الحادث المروري الذي كاد ان يودي بحياته ومجموعة الركاب لولا لطف الله عز وجل، وان انحرافه بطول متر ونصف المترتقريبا  لم يكن ليقلب العجلة لو كان الشارع مستويا بالطريقة الصحيحة، وقد اسهم علو المكان والتعرجات والاتربة عند اكتاف الشارع في وقوع الحادث، ورغم اجراء المخطط المروري وما لحقه من تواصل مع سائق المركبة الاخرى الا ان صحته كانت الخسارة الرئيسة والاضرار الاخرى.  
 واسترسل السائق الاربعيني في الكلام قائلا إن الطريق الذي كان يُقطع بثلاث الى اربع ساعات باتت مدة قطعه تتجاوز الخمس ساعات احيانا، ولا يخلو من الحوادث اليومية المميتة التي تؤدي الى خسائر بشرية بين المسافرين من السياح والعائلات التي تنتقل الى العاصمة والمراجعين والعسكريين والموظفين، فضلا عن الشاحنات التي تنقل البضائع ما بين محافظات الجنوب والشمال والعاصمة والسيارات الحوضية والارتال العسكرية وبين انه والكثير من السواق يناشدون الجهات المختصة بالالتفات الى مطالبهم ووضع المعالجة التي تضمن سلامة المسافرين وتسهل الشحن البري ومسير العجلات الأخرى على هذا الطريق. 
 
السلامة المرورية 
الرائد عامر نريمان مسؤول الاعلام والعلاقات في دائرة مرور كركوك ،تحدث عن مدى مطابقة الطريق لشروط السلامة المرورية قائلا: إن طريق بغداد كركوك الذي يعد طريقا دوليا يربط العاصمة بمحافظة كركوك واقليم كردستان يعاني الكثير من التجاويف و»الطسات» والانحدار في التبليط والتكسرات نتيجة ضغط سيارات الحمل  اضافة الى ان مسافة المعبد منه قليلة نسبة الى عدد العجلات المارة وبممر سالك واحد يدفع السائق في بعض الاحيان الى المرور عكس السير ويعد هذا مخالفة ويتسبب بحوادث مرورية كثيرة، كما يخلو الطريق من ارشادات مرورية او علامات دلالة، ويزدحم في بعض المواسم، والسرعة في السياقة عند الزحام ايضا من مسببات الحوادث، كما ان مسير سيارات الحمل والشاحنات الثقيلة جعل تبليط الشارع يغوص الى الاسفل وهذا ما يشكل خطرا على العجلات الصغيرة.
 وتابع نريمان ان الحوادث المرورية في الطرق الخارجية غالبا ما تكون خطرة ومميتة، لافتا الى أن ضوابط  السلامة المرورية ان يكون الشارع بثمانية ممرات وتتوفر فيه الانارة وعلامات المرور، وهذا طريق ستراتيجي ومهم ويتطلب توفير الحلول باعادة تأهيله، وتخصيص شارع خاص لسيارت الحمل التي اصبحت تؤثر بسبب اوزانها في صلاحية المسير فيه، مع وضع ميزان حمل عند بداية الطريق وفي كل منعطف قرب المقاطع القريبة من المحافظات، واصلاح الكتف الترابي، وهناك الكثير من الحلول مطروحة وفق خطط، اذا ما درست وتم تنفيذها مثل توفير سكك الحديد من اجل استخدامها للشحن ونقل البضائع بين المحافظات للاستغناء عن شاحنات النقل، وهو ما ينقذ الطرق ولها ايجابيات اقتصادية، وطرح الطريق للاستثمار لتعميره بمستوى عال، وغير ذلك من الحلول.
 
طريق غير مناسب
المتحدث باسم الحشد الشعبي محور الشمال علي الحسيني قال لـ»الصباح» :إن الطريق ابتداءً من اطراف بغداد وحتى الدخول الى محافظة كركوك شهد انتشارا امنيا للقطعات العسكرية والدوريات من اجل تأمين الحركة المرورية فيه والحفاظ على حياة الناس من خطر الارهاب فضلا عن تفعيل اجراءاتها الامنية والتنسيق في ما بينها لتنفيذ المسؤوليات الملقاة على عاتقها امنيا، وهذا الطريق يعاني من شمال ديالى وحتى كركوك من الشقوق والتكسرات والاخاديد ولم تجر عليه عمليات تعبيد او اكساء او إصلاح وتأهيل منذ 15 سنة فقط اصلاح جسر سرحة وفتح تحويلة ترابية في احد المقاطع، وبالرغم من كثرة الشكاوى والتظاهر والمطالبة  غير أن لا توجد جهة ما التفت اليه لوضع المعالجة وتخفيف معاناة المسافرين، وقد اصبح طريقا للموت لكثرة الحوادث والاصابات وتضرر العجلات بمختلف الطرق منها :التصادم والسرعة العالية وانقلاب المركبات والانحراف نحو جانب الطريق، واغلب السواق حاليا يقولون إنهم يسيرون بسرعة لا تتجاوز الـ 40 بالمئة، الا ان الحوادث مستمرة، فالطريق اصبح رديئا من جميع الجوانب وبحاجة الى التأهيل واعادة التعبيد والتعريض وفتح اكثر من ممر ذهابا وايابا، كل هذا حدث نتيجة استخدامه المستمر لعدم وجود البديل، وتصاعد حركة النقل البري من خلاله يتطلب الاهتمام به لان سيارات الحمل هي الاخرى تتعرض للحوادث والحالات المفاجئة والمميتة، ويتطلب الموضوع تدخل وزارة البلديات ووضع الخطة الكفيلة من اجل تطويره وهو امر ليس بالصعب للحد من الحوادث البشعة فيه والحفاظ على ممتلكات الناس فهناك شكوى من اغلب السائقين من تلف مركباتهم بسبب رداءته، ومن الضروري الاهتمام بالمرافق السياحية على جانبي الطريق وخضوعها للرقابة الفندقية ومراقبة اسعار المبيعات واستثمار المساحات الشاسعة على اكتافه.
مشاريع صيانة 
عضو لجنة المشاريع في مجلس كركوك قاسم حمزة البياتي قال لـ»الصباح» :إن الطريق المذكور يبلغ طوله اكثرمن 287 كيلومترا بممرين ويمر بثلاث محافظات ابتداءً من محافظة بغداد ومرورا بمحافظة ديالى ومن ثم محافظة صلاح الدين وينتهي عند مدخل كركوك ، قبل سنوات انجز مشروع الممر الثاني لكركوك بغداد بطول 100-120كم من قبل شركة حمورابي واحيل قبل  العام 2011 ولعدم ورود التخصيصات توقف العمل،  وتعرض الطريق الى اضرار كثيرة وكبيرة نتيجة العمليات الارهابية لعصابات داعش والعمليات العسكرية للقضاء عليها لاسيما في اطراف محافظة ديالى مرورا بصلاح الدين وحتى كركوك، ونفذت مديريات الطرق التابعة للمحافظات مشاريع صيانة في مقاطع الطريق الا انها ليست بالمستوى المطلوب، واكثر المقاطع التي تعاني الضرر حاليا هو المقطع ما بين قضاء الطوز الى قضاء الخالص، وكانت هناك صيانة للطريق بالكامل واعادة تأهيله من القرض الياباني وتسمى بالصيانة الطارئة وتشمل جميع المقاطع الا انها طرحت مع شرط تشغيل محطات الوزن للسيطرة على الحمولات الزائدة للحفاظ على الطريق بعد اجراء الصيانة، وهو اقتراح مطروح ومخطط له ونأمل من دائرة الطرق تنفيذه في المرحلة المقبلة، وهناك خطة في كركوك لصيانة واعادة تأهيل الطريق في المقطع الذي يخص المحافظة، وخصصت له من موازنة المحافظة الجديدة من تنمية الاقاليم والبترودولار ضمن الحدود الادارية للمحافظة لاجراء بعض الصيانات والتعديلات وتعريض الأكتاف الترابية والاهتمام بالارصفة لاسيما في المسافات المتضررة جدا بعد اجراء المسح وتحديدها، ونفذت في المقطع المذكور مشاريع تعبيد واعادة تأهيل سابقة ما بين داقوق ومدخل كركوك.