الأحد المقبل.. اجتماع «طارئ» في فيينا لبحث الملف النووي
قضايا عربية ودولية
2019/07/24
+A
-A
طهران / وكالات
أفادت وزارة الخارجية الإيرانية، امس الثلاثاء، بأن «اجتماعا طارئا» سيعقد الأحد المقبل بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ اتفاق إيران النووي. ولفتت الخارجية الإيرانية في بيان إلى أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه في آيار 2018، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزراي أو على مستوى المدراء السياسيين. ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، بعد شهر من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية فيينا.
أفادت وزارة الخارجية الإيرانية، امس الثلاثاء، بأن «اجتماعا طارئا» سيعقد الأحد المقبل بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ اتفاق إيران النووي. ولفتت الخارجية الإيرانية في بيان إلى أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه في آيار 2018، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزراي أو على مستوى المدراء السياسيين. ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، بعد شهر من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية فيينا.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ممثل إيران في محادثات فيينا، إن المحادثات لا تكفي لإقناع طهران بتغيير قرارها بتجاوز القيود الأساسية للاتفاق واحدا تلو الآخر.
ويجتمع مسؤولون كبار من إيران وبقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بهدف محاولة إنقاذه، لكن في ظل محدودية قدرة القوى الغربية على حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية فمن غير الواضح ما الذي يمكنهم فعله لتوفير الدعم الاقتصادي الذي تريده طهران. وأنشأت القوى الأوروبية آلية «انستكس» للتبادل التجاري في محاولة لحماية جزء من الاقتصاد الإيراني على الأقل من العقوبات الأمريكية، لكن تلك الآلية لم تُفعل حتى الآن. وقال دبلوماسيون إنها ستكون قادرة على التعامل مع أحجام صغيرة من السلع فحسب مثل الأدوية وليس مبيعات النفط الكبيرة كما تطلب إيران.
امن المنطقة
وبالعودة الى الملف الامني في مضيق هرمز اكد النائب الأول للرئيس الايراني «اسحاق جهانغيري» على أن أمن المنطقة يمكن أن توفره إيران بمساعدة دول المنطقة، وأن الطريق لاستتباب الأمن هو أن تقوم الدول الأخرى برفع ضغوطها عن طهران والدخول معها في مفاوضات منطقية . وأشار جهانغيري إلى عدم وفاء الأوروبيين والأميركيين بوعودهم، مضيفا أن الشعب الإيراني يلجأ إلى الحوار والمنطق في حل الأزمات الجدية أكثر من لجوئه إلى استخدام القوة، مشددا على ان الشعب الإيراني فخور لأنه امتثل للقوانين واللوائح الدولية، لكنه يقف بحزم أمام المتغطرسين ويدافع عن كرامته وكيانه.
وقال نحن نرغب في أن تكون المنطقة آمنة وتتمتع بالاستقرار، وكانت ايران على مر التاريخ توفر الأمن في المنطقة والخليج عامة، ولا توجد هناك حاجة لتشكيل تحالفات دولية في هذا الصدد لأن هذه القوى لا يتمخض عنها شيء سوى زعزعة الأمن والاستقرار حسب تعبيره.
في الوقت نفسه أعلن قائد البحرية الإيرانية، الأميرال حسين خانزادي، ان بلاده تراقب كل السفن الأميركية في منطقة الخليج، مشيرا الى امتلاكها أرشيفا خاصا بصور لتحركات تلك السفن اليومية.
وصرح خانزادي «نراقب كل السفن خاصة أميركا، نقطة بنقطة من مصدرها حتى لحظة دخولها المنطقة، مشيرا في حديثه إلى صور التقطتها طائرات إيرانية مسيرة قبل أيام لبارجة عسكرية أميركية في مضيق هرمز.
وأضاف خانزادي «لدينا صور كاملة وأرشيف كبير لحركة قوات التحالف وأميركا يوما بيوم ولحظة بلحظة». واضاف ان العدو قد يرصدنا في بعض النقاط، ولكنه غير قادر على رصدنا في نقاط اخرى، وعلى العدو ان يتوقع المباغتة من النقطة التي لا يرانا فيها.
وبشأن احتجاز بريطانيا ناقلة النفط الايرانية في مضيق جبل طارق، قال الادميرال خانزادي: ان ناقلة النفط البريطانية انتهكت القوانين البحرية الايرانية وكذلك الحقوق الدولية، إذ أنها وبدلا من دخولها من المسار المخصص للدخول في مضيق هرمز، كانت تدخل في المسار المزدحم المخصص للخروج في الاتجاه المعاكس. والاهم ان السفينة البريطانية انتهكت القانون المهم لمنظمة الملاحة العالمية، بإطفاء المنظومة الخاصة بالرصد وتحديد المواقع، واصفا اجراء القوة البحرية للحرس الثوري في احتجاز السفينة البريطانية بأنه كان على مستوى رفيع من المهنية وجيدا للغاية، معلنا ان التدقيق في وثائق السفينة أظهر بعض النقائص والتناقضات كذلك. واشار خانزادي بان طائرات مسيرة جديدة وخاصة من نوع بعيد المدى والعابرة للقارات ستنضم الى القوة البحرية للجيش الايراني. في الوقت نفسه اكد نائب القائد العام لقوات للحرس الثوري الايراني الادميرال « علي فدوي» على ان الحرس الثوري اصبح اليوم اكثر قوة واقتدارا من اي وقت مضى. وقال الاميرال فدوي مضت اربعون عاما على تشكيل الحرس الثوري وبفضل دماء الشهداء وتضحياتهم بات الحرس اليوم اكثر قوة واقتدارا في الدفاع عن البلاد.
تحالف دولي
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أعلن امس عزم بلاده بناء تحالف دولي لحراسة مضيق هرمز، مشيرا إلى أن التحالف سيشمل دولا من جميع أنحاء العالم. وقال بومبيو في مقابلة مع قناة دبل يو في تي في التاسعة ، «نعمل على تغيير سلوك قادة ايران، ونحن بصدد تشكيل تحالف يقوم بدوريات في مضيق هرمز من أجل الحفاظ على هذه الممرات البحرية مفتوحة». وأضاف «ستشارك بهذا التحالف دول من كل أقطار العالم». في المقابل قال نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري، إن إنشاء تحالف دولي لحماية الخليج سيجلب انعدام الأمن.
وأضاف جهانغيري أنه «لا حاجة لتشكيل تحالف، لأن هذا النوع من التحالفات بالإضافة إلى وجود قوات أجنبية بحد ذاته في المنطقة، يخلق عدم الاستقرار».
وقال: «إن هذا التحالف، بخلاف زيادة انعدام الأمن، فإنه لن يحقق أي شيء آخر». وتستعد واشنطن، بالتعاون مع وارسو إلى عقد اجتماع يعنى بأمن الملاحة البحرية والجوية تستضيفه البحرين، لبحث «سبل ضمان أمن الملاحة في الخليج»، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية البحرينية. وتشارك في الاجتماع 65 دولة، وهو نتاج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي انعقد بمبادرة من واشنطن في مدينة وارسو في شباط الماضي. وفي هذا السياق، أشار المبعوث الأمريكي لشؤون إيران برايان هوك الأسبوع الماضي، إلى أن الولايات المتحدة تريد مشاركة مزيد من دول الشرق الأوسط في المبادرة الأمريكية لتأمين الملاحة في الخليج.
قلق أممي
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كافة الأطراف في مضيق هرمز إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في إحاطة إعلامية للصحفيين إن الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء التقارير الأخيرة المتعلقة بالاستيلاء على سفن، بما في ذلك في مضيق هرمز. ووفقا له، شدد الأمين العام على ضرورة احترام الحقوق والوفاء بالواجبات في سياق الملاحة عبر مضيق هرمز والمياه المجاورة وفقا للقانون الدولي، وأضاف حق أن «الأمين العام يحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي تزيد التوترات».
لا مسعى للمواجهة
وبالشأن نفسه قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن بلاده لا تسعى إلى أي مواجهة مع بريطانيا وسط أزمة احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط تحمل علم بريطانيا في مضيق هرمز. وأوضح ظريف أن احتجاز الناقلة «ستينا امبيرو» في مضيق هرمز لم يكن ردا على احتجاز ناقلة نفط إيرانية قبالة سواحل جبل طارق منذ أسبوعين. وقال وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحفي عقب لقائه وزير خارجية نيكاراغوا «من المهم أن يدرك الجميع أن إيران لا تسعى لمواجهة بل تريد إقامة علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل».
اجتماع ايراني
في الوقت نفسه أعلن المتحدث باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني، امس الثلاثاء، ان اللجنة تعقد اجتماعا يوم الاحد من الاسبوع القادم لبحث جوانب احتجاز ناقلة النفط البريطانية بحضور وزير الخارجية.
وقال حسين نقوي حسيني سنوجه الدعوة الى المسؤولين المعنيين بمن فيهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف لحضور الاجتماع، ليجري بحث هذه القضايا بشكل تخصصي.
الدور الروسي
ذكرت روسيا أنها لم تتلق بعد أي مقترح من قبل الولايات المتحدة أو دولة أخرى حول إنشاء تحالف دولي لتأمين الخليج، لكنها أكدت دعمها لتطبيق مفهوم الأمن الجماعي في المنطقة. وقال نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، في مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول مبادرة الولايات المتحدة : «لم يقترح أحد أي شيء علينا، وما صدر مجرد تصريحات، وعادة يجري الاتصال لتوضيح ما هو المراد مع عرض أفكار ملموسة».
وتابع بوغدانوف: «نحن نقترح مفهومنا للأمن الجماعي في منطقة الخليج، وسنعرضه اليوم مرة أخرى من خلال نشره، أما ما يقترحه الزملاء الأمريكيون فهو غير واضح على الإطلاق بالنسبة إلي».
محمد خاتمي
من جانب آخر كتب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي مقالا في صحيفة الغارديان البريطانية حمل عنوان «حصار ترامب لإيران يجعل الحرب أكثر احتمالا».
ويشير خاتمي إلى أن عام 2001 كان عام حوار الحضارات وهدف إلى تحقيق السلام ونبذ الحرب والعنف، مما دفع الإيرانيين إلى نسيان ألام الماضي وفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا. لكن أحداث 11 أيلول من نفس العام دفعت واشنطن لشن الحروب والتدخل في منطقة الشرق الأوسط بحجة مكافحة الإرهاب. وبموازاة ذلك شكل الاتفاق النووي الإيراني اختبارا للحوار والسلام بين إيران والقوى الغربية، فقد أثبت الاتفاق أن الثقة بين جميع الأطراف ليست فقط ممكنة بل هي رغبة الكل.