بيروت/ غفران المشهداني
مع ظهور الإنترنت اتسع النقد الموسيقي مع مدونين ونقاد صحفيين موسيقيين ولكن هنالك انحسار واضح لتواجد المرأة الصحفية في حقل النقد الموسيقي في الصحافة الموسيقية العربية اليوم.
تقول الدكتورة ياسمين فراج.. رئيس قسم النقد الموسيقى بالمعهد العالي للنقد الفني لـ "الصباح": "أولاً يجب التفرقة بين المدونين والنقاد والصحفيين المدون قد يكون دارس لعلوم الموسيقى او هاوي غير دارس ويكتب مجرد انطباعات او لديه مجلات وصحف قديمة يستطيع من خلالها سرد حكايات عن الموسيقيين العالميين او العرب الصحفي هو بطبيعة الحال غير دارس للموسيقى وعلومها وقد يكون من خريجي كلية الاعلام او الحقوق او التجارة من غير الدارسين للفن وهو لا يصلح لإعطاء تقييم او رأي في عمل موسيقي والآراء الانطباعية التي يكتبها الصحفيين تسيء للعمل الفني الموسيقي لأنها لا تقوم على العلم".
وتابعت الدكتورة ياسمين: وهناك تخصص اخر لم تذكريه في سؤالك وهو الموثق الموسيقي وهو الشخص الذي يقوم بتوثيق حياة وأعمال الموسيقيين فقط وليس لهم علاقة بالنقد او التحليل الموسيقي وهؤلاء ظهروا في عصور مختلفة في أوروبا ومصر وقد يكونوا من الدارسين للموسيقى او غير الدارسين لها والناقد وهو الشخص الذي درس علوم الموسيقى المختلفة تاريخها وعلومها ويتمتع بحاسة سمع سليمة ويجب ان يتمتع بثقافة عامة والناقد ان لم يكن قادر على قراءة النوتة الموسيقية وبرتاتورا الأوركسترا وموسوعي المعرفة لا يرقى لان نطلق عليه ناقد."مؤكدة": "بالفعل لم يظهر ناقدات في مجال الموسيقى نظرا لصعوبتها أنا اول من اهتم بذلك منذ بداية عملي كأستاذ في المعهد العالي للنقد الفني وهو ما ظهر في دراساتي التي نشرت وكتبي ومنها كتاب المناهج النقدية في الموسيقى العربية الذي نال الجائزة الشرفية لعلوم الموسيقى باسم الباحث الموسيقي الكبير محمود قطاط بتونس عام 2017 وبالرغم من وجود عدد من الدارسات للموسيقى ممن يكتبون في الصحف والمجلات المصرية والعربية وهم قليلات مقارنة بكم الرجال الا ان اغلبهم لا يكتب من منظور نقدي يعتمد على التحليل الموسيقي والنفسي والاجتماعي او معتمدا على منهج نقدي واضع من طرق النقد العالمية ولكنها مجرد انطباعات شخصية عن عمل موسيقي لا يعتد بها".
واضافت الدكتورة ياسمين: شخصيا كناقدة موسيقية اخترت الابتعاد النسبي عن كتابة المقالات النقدية لسببين الاول لأن الصحف والمجلات المصرية والعربية لا تحتمل المقالات النقدية الجادة في الوقت الذي ترحب فيه بالمقالات الخفيفة البعيدة عن العملية النقدية. ثانيا ان تعامل الصحف والمجلات مع الناقد الذي يتمتع بالعلم والموهبة ويبذل الجهد لكتابة مقال علمي بأسانيد علمية واضحة لا يختلف عن التعامل مع كتاب مقالات الموسيقى من الهواة والصحفيين غير الدارسين لعلوم الموسيقى والنقد وهو ما يحدث فوضى في الألقاب والأجور لا يقبلها من يثق في علمه وموهبته".
من جهتها قالت عازفة البزق اللبنانية حنان الحلواني :"عزوف الصحفية عن احتراف النقد الموسيقي في الصحافة الموسيقية ربما يعود لكونه مجالا صعبا ولذلك يتركونه للرجال الصحفيين ليحترفوا النقد الموسيقي لأن مازال باللاوعي الجماعي انه ما نزال نفكر انه الرجال هم الأقوى وأنا شخصياً لا أؤمن بهذه النظرية لأنني لو كنت آمن فيها ما كنت احترفت عزف الة البزق لكونها آلة صعبة جداَ ويتخصص بها الرجال أكثر من النساء ".
الى ذلك تشير الإعلامية والكاتبة اللبنانية أمل ناصر، الى أنها تستشرف ان النقد الموسيقى سيجد له حضورا مؤثرا بعد ان حازت المرأة على بعض الامتيازات فالتأخر زمني لا غير بعد ان انجزت خطوات واسعة على المستوى الأدبي وفِي النقد الأدبي حصرا".