المدينة

ثقافة 2018/11/09
...

علي حنون العقابي
متى نأخذ هذي المدينة لسريرها كي تنام تحت نكهة الضوء ؟
فمذ اقترفنا الحروب وهي ترتدي ثوب الحداد
تخفي الحزن تحت جبتها
فقد مرت كل الوجوه التي الفناها
مرت الطبول وما تبقى من المدائح
لابد من ترتيب الرغبات اذن
كي ننهض من الخصومة  ونعلو بقاماتنا فوق الرابية .
هذي المدينة لا تشبه الا جرحنا
هي اكبر من اللوعة ونحن نشيدها
هي الشهقات ونحن خارطتها
هي اعلى من مرتبة الملاك حين تتوضأ بالدمع
فاي مهابة لامست منائرها 
اي حشمة في شوارعها التي تغلي بالقلق.
هي امنا الثانية
تدثر جوعنا . وتطعمنا من صنارة الوهم
تسحبنا لنور ازقتها بكل الود
تضاهي الكون حين تبادلنا الحب
لم تك مترفة قط . ولا شحيحة في الجود
حتى غدت اكبر من العطف
تفتح ابوابها للريح كلما داهمنا الحصار .
سوف نرتل سورة العشاق
عسى ان نخيط لها ثوبا من الفرح
فقد طالت علينا المسافات .وهي تؤطر سمرتنا باللهب
ها نحن نهدهد الميزان . ولا نشيخ رغم المكائد
لنا سجية الماء .ولنا خصال الطير تماما
كلما هاجرنا بعيدا  . عدنا اليها بذات الحنين .