رائدات في بيع الكتب

اسرة ومجتمع 2018/11/09
...

فاخر الداغري
يوم على يوم في العراق الحضاري تتطور العراقية لتحقق دورها في الحياة العامة وتنال رضا الأولاد والاحفاد والزوج كون الحياة تعاونا مثمرا يصب في معين المصلحة العامة  والفائدة المشتركة بين الرجل والمرأة الأمر الذي يسود فيه التعاون ويندحر التقاعس وتتحقق الأماني وتذليل الصعاب مع ثلاث فتيات بعمر الشباب وقد آلين على انفسهن ان يقفن الى جانب الرجل ويشدن أزره ويبيعن الكتاب مثله في شارع المتنبي شارع الثقافة وهنَ براء البياتي وريم العبيدي وتيسير أمير. وكل واحدة منهن تعلن أنها حواء العراقية الجديدة ويشكل الكتاب لهن مصدراً للثقافة والجمال والأمل قد تكون هذه حالة نوعية تنافس فيها حواء ادم وهي معتزة بأنثوتها وكبريائها مشكلة عنصراً نموذجياً يتعامل مع الرجل على حد سواء
إنهن يتعاملن مع الكتاب بسمات من الفخر والاعتزاز مضافاً الى كونه مصدر رزق يساهم في تجميل الظرف الحياتي حيث يقفن مع الرجل في منافسة حرة ويشاركنه في بيع الكتاب مثله.
ويتفقن مع الأدباء والشعراء على طبع كتبهم لقاء ثمن يفي بمستلزمات الطبع 
والطباعة.
اي انهن يمتلكن الشجاعة الأدبية التي اهلتهن لممارسة هذا النوع من العمل في القطاع الخاص. إنهن صففن الكتب في رفوفها الاعتيادية وتهيأن لبيعها على الشباب والشابات وكل المراهقين من المراجعين والرجالإنه عمل يجسد المسؤولية تجاه المجتمع هكذا فقول براء البياتي “إن الكتبي يجب ان يكون على المام كبير قدر الأمكان بالكتب ومحتواها الابداعي والجماعي والتقني”وتختتم قولها بإباء وشمم ((واحلم ان اصبح  صاحبة مؤسسة كبيرة وتكون هذه المؤسسة معروفة عالمياً. سوف اسعى لتحقيق هذا الحلم وإن لم يتحقق يكفيني شرف المحاولة))
وقالت تيسير أمير التي تسكن بعقوبة وفتحت مكتبة هناك ((شعور اكثر من مدهش وانت تقف بين الكتب والقارئ تحفزه وتشجعه على الأمل والمعرفة بكل الضوء الذي يأتي من مصابيح ارواحنا في المكتبة” وتخدم هذه الأطراءات النوعية بقولها (( فهذا فخر لي أن امتهن بيع الكتب واكون بالوقت نفسه حافزاً لغيري من النساء في كسر حاجز الخجل والقلق لتأخذ دورها بالحياة وتترك بصمتها فأنا والكتب علاقتنا جميلة وصداقتنا نادرة الوجود لذلك نحب بعضنا ونعمل معاً فالكتب ارواح ايضاً تتطلع الينا دائماً”
اما ريم العبيدي فقالت :”إنه شعور رائع جداً فكلما ذهبت الى المكتبة تغمرني سعادة كسعادة المغترب الذي يعود الى وطنه فهي وطني الذي انتمي
 اليه”.
وتضيف قائلة:” احلم ان تتطور المكتبة اكثر وأن تصبح دار نشر واحلم أيضاً أن أترك بصمة جيدة واثراً حسناً في قلوب الناس ويصبح اسمي شيئاً يفتخر به وطني واهلي واصدقائي وهكذا تأخذ المرأة دورها الفاعل في ان تصبح امرأة يشار لها بالبنان وتحقق ما نصبو اليه حيث عرف العراقيون اوائل الخط المسماري من خلال اللوح الطيني الذي وجد في آثار أور وكان لوحاً شيدته الحضارة السومرية وصنعه العراقي الأول... إنه ارث حضاري فلنعمل جميعاً على تثبيته وارثه... إنه الأن احد المصادر الثقافية التي تستحق بان الماضي العراقي كان سلاحاً حضارياً شيدته زقورة أور وبنته الأيدي العراقية القديمة فصارارثاً حضارياً يشكل مقتبساً ضوئياً للاقتداء به ونشره وبيان مضامينه إنه هدية من العالم القديم في عصور ما قبل التاريخ الى العراق الجديد وهو يقتبس مقدمات الحضارة العربية على أيدي فتيات ثلاث ينافسن الرجل في أعز ما يملك من مصادر الثقافة النوعية على صعيد الحياة اليومية.