عُرض في ساحة القشلة بشارع المتنبي انموذج مصغر لاول سيارة بالوطن العربي وبالعراق خصوصاً "سيارة النقل الخارجي " والتي ظهرت في العام 1956 موشحة بالعلم العراقي الملكي لتلك الحقبة
قام بتصميم وتعديل معظم اجزائها المهندس صادق الساعدي، بعد ان لمعت الفكرة في ذهنه، فقام بجمع المعلومات من الذين عاصروا تلك الحقبة، فضلاً عن دراسة شكلها من حيث المكانة التاريخية والموديل.
الانموذج الذي استغرق العمل به اكثر من شهرين ازيح عنه الستار امام الجمهور بطريقة فنية اثارت اعجابهم، فظهرت سيارة النقل اقرب الى الطراز القديم،اذ اخذ الحضور التطلع اليها بفضول لمعرفة نوعيتها.
الساعدي قال:" من الجميل أن ينهض العراق بشباب يستخدمون العلم والمعرفة لعودة تاريخ يصعب نسيانه ودمجه مع الموهبة بهدف نقل رسالة للاجيال المقبلة عن نوع السيارات العراقية القديمة ونحن كمهندسين لا بد من اثبات قدراتنا لاسترجاع ما يمكن استرجاعه الى الساحة العراقية، اذ نحن بحاجة الى من يذكرنا بصنع اجدادنا وبايام كان الجمال والابداع من سماتها ".
في ما يتعلق بالسيارة فهي عبارة عن باص مرسيدس تم تعديل الهيكل وتغيير المقدمة و مكان المحرك من الخلف الى الامام باستخدام مقدمة شاحنة مرسيدس موديل 1951 وغلقت النوافذ الجانبية و تم عمل ابواب حسب نوع الاستخدام، شكل السيارة الذي من خلاله ابدع صادق في وضع رسوماته الهندسية ومخططاته الفنية التي تعكس الصورة القديمة لسيارة البث التلفزيوني اعتماداً على مادة الفوم بورد وهي مكونة من رغوة الـpvc المضغوط، كان التحدي الصعب الانحناءات بالمقدمة وجعلها مشابهة للصورة بعد عدة محاولات وتعديلات بحسب الساعدي.
لم يكتف صادق باسترجاع السيارة فحسب انما استحضر شخصيات بشكل دمى متحركة وهي المصور والمراسل والمونتير ومشغل اجهزة البث كجزء مكمل لها. طامحاً لانشاء متحف مصغرات لمدينة بغداد يكشف عن المراحل التاريخية القديمة، ليكون دليلاً سياحياً وثقافياً.