فاجأ الفنان الكبير الدكتور فاضل عواد جمهوره بنبأ اعتزاله الفن، وعدم ظهوره بأي لقاء تلفزيوني أو حفل غنائي داخل العراق وخارجه، وألغى جميع حفلاته.
يأتي اعلان الفنان فاضل عواد اعتزاله الفن بسبب عدم وقوف الجمهور الى جانبه عندما رشّح نفسه الى الانتخابات التشريعية، فهو يشعر بالخذلان والاسف، كونه يحب الناس واخلص في تقديم كل ما يسعدهم من فن منذ نصف قرن.
ويكشف عواد ان الهدف من وراء ترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية ان يكون الصوت المدافع عن حقوق الفنانين وانصافهم لأنّهم الشريحة التي تمنح المتعة والجمال بفنونهم من مسلسلات وغناء وموسيقى، لكنه يعزو سبب عدم انتخابه كونه فنانا فقط، وافشل مهمته في الوصول الى قبة البرلمان.
تعاطف الكثير من محبي الفنان فاضل عواد وابدوا اسفهم على هذا القرار وحرمانهم من فنه الراقي والاصيل، فيما وجه بعض الاعلاميين والصحفيين عتبهم الى الفنان فاضل عواد، بربط قرار اعتزاله بعدم انتخابه من قبل المواطنين، باشارة استغراب ان يعتقد الفنان المعتزل ان قيمة الانسان، هي وصوله الى قبة البرلمان، بينما هو فنان ومطرب وذو قيمة كبيرة، اكبر من اية وظيفة اخرى. أجاب عواد على هذا العتب بأن في البرلمان 328 عضوا يدافعون عن حقوق المواطنين، ولايوجد اي عضو يدافع عن حقوق الفنانين والاعلاميين والادباء، بدليل حتى المنحة الشحيحة والتي يصل مقدارها الى 70 دولارا شهريا حجبت منهم. يؤكد الفنان فاضل عواد اعتزاله بانه رفض المشاركة في الكثير من الدعوات الى وجهت له، منها حفل افتتاح قناة mbc العراق واعتذر عن المشاركة في حفلات في لندن وفرنسا ومصر، كذلك اعتذر من الموسيقي خليل ابراهيم من اقامة حفلات في اميركا والغى جميع حفلاته في استراليا وعدد من البلدان العربية، واعتذر من المشاركة في البرنامج الرمضاني “ضي الكمر” على قناة mbcعراق وغيرها من اللقاءات الخارجية. ويقول عواد لم يقف الجمهور معي رغم محبتي له، فانا منذ العام 1968 وهو تاريخ أغنية “لا خبر” وغيرها من الاغاني العاطفية مثل “حاسبينك” و “هلو واحنه نهل” و “اتنه اتنه” و “جلمة حبيبي انتهت” واغنية “احجايات البريسم” وحصولي على الجائزة الذهبية في مهرجان دمشق باغنية “يالجمالك سومري” وهي من كلمات حسن الخزاعي والحان مفيد الناصح وغيرها.. وتمثيلي العراق في الكثير من المهرجانات العربية والعالمية وحصولي على الكثير من الجوائز التقديرية، كذلك انا شاعر كتبت الكثير من القصائد بالفصيح والشعبي وانا دكتوراه في الادب العربي ثم ترقيت الى استاذ مساعد ومعاون عميد كلية “السلام” ولي ثلاث مؤلفات فضلا عن البحوث التي قدمتها، فانا خطاط وملحن.
ويضيف الدكتور فاضل عواد جمعت بين عالمين مختلفين “ارضي وسماوي” فانا مطرب اقدم فنا ملتزما الى جانب نظمي عشرات القصائد في مدح الرسول وال بيته وبعض منها منشور على اليوتيوب، لانني غير متطرف وهدفي بالحياة نشر المحبة والتسامح.
نحن نرى ان الدكتور الفنان فاضل عواد قيمة فنية وعلمية كبيرة، قدم فنا نفخر به، واذا كان في الوسط الفني فهو فنان خير من يمثلنا عراقيا وعربيا، واذا كان في البرلمان فهو محط ثقة واعتزاز، وهو شخصية وطنية لايرقى اليها الشك. يؤسفنا ان يصل به اليأس الى درجة اتخاذه قرار الاعتزال. ونأمل ان يراجع نفسه ويعود الى محبيه وعشّاق فنّه، لانّ لديه المقدرة على العطاء ومنح السعادة والجمال للناس في وقت شحت فيه ينابيع الجمال والابداع الفني، الذي يعد فاضل عواد احد روافده.