خلية الصقور تُحبط أكبر مخطط إرهابي في 2019

الثانية والثالثة 2019/07/28
...

 
بغداد / سعد السماك
 

كشفت خلية الصقور الاستخبارية عن إحباط أكبر مخطط إرهابي في 2019 لاستهداف العاصمة بغداد وبعض المحافظات في الجنوب وإقليم كردستان، وأوضح رئيس الخلية ومدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية «أبو علي البصري» أبرز تفاصيل حرب الاختراق الاستخبارية الطويلة التي تقودها الخلية والأجهزة الأمنية والاستخبارية الأخرى في العراق ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكداً ضرورة أن تتضافر الجهود الدولية في كل الجبهات لهزيمة هذا التنظيم بكل امتداداته الفكرية والاجتماعية.


وقال رئيس خلية الصقور «أبو علي البصري» في حديث خاص لـ»الصباح»: «لا تزال لداعش عناصر إرهابية تعمل كخلايا نائمة بالمدن المحررة، وأخرى هاربة من سوريا استقرت في صحراء الرمادي والبعاج في نينوى وأطراف صلاح الدين وديالى، أوكلت إليها مهمة تنفيذ عمليات إرهابية بالمحافظات واغتيالات بحق من دعموا ووقفوا بوجه التنظيم الإرهابي واستغلال عصابات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات للتمويل».
 
حرب الأنفاق
وأضاف، إن «انتشار الخلايا النائمة والهاربة من القتال بسوريا في العراق والعائدين منهم الى بلدانهم الأم في أوروبا وتركيا وشرق آسيا وشمال افريقيا؛ ربما سيظل مصدر قلق قائماً للفترة المقبلة كما سيظل سبباً لتواصل الحرب الاستخبارية والعسكرية»، مبيناً إن «أغلب قيادات داعش الإرهابية التي رجعت للبلاد اتخذت من الأنفاق وأطراف نينوى مقرات مؤقتة، ومن ضمن هؤلاء الذين شخصناهم كل من (الإرهابي ملا غريب قرداش آمر قاطع البادية وهو من أهالي تلعفر، والإرهابي أبو أحمد الراوي في قاطع الانبار، والإرهابي أبو ياسر العيساوي أمير قاطع شمال بغداد)».
وكشف القائد «البصري»، عن «إحباط أكبر مخطط ارهابي لعام 2019 كانت أعدته جماعات داعش الإرهابية خلال شهر رمضان وعيد الفطر الماضيين لضرب بغداد وعدد من المحافظات وإقليم كردستان بعمليات إرهابية مزدوجة، في محاولة يائسة لإثبات وجود داعش عبر التصعيد الإعلامي لعملياته باختياره استهداف فئات مدنية ومراكز حيوية لها صدى مسموع».
 
مواجهة الإرهاب
وقال مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية: إن «خلية الصقور وبالتنسيق مع مديريات استخبارات الداخلية في المحافظات استطاعت ترميز الأهداف الإرهابية (سيول) وتدميرها تارة بالضربات الجوية وأخرى  بالقتال المباشر وجها لوجه مع الإرهابيين»، مؤكداً «تدمير الإنفاق والمضافات وقتل كل من كان فيها وتفجير العجلات والأسلحة المفخخة  الموجودة بالأنفاق في مناطق (جبال تل الشور في ناحية العياضية وفي وادي غدق وفي صحراء البعاج والرمادي وأطراف صلاح الدين وكركوك وجبال حمرين) وفي بغداد والبصرة خلال العمليات النوعية للخلية ومديريات استخبارات الداخلية بالمحافظات بالمدة التي سبقت قدوم  شهر رمضان الفضيل، حيث اعتادت الخلية واستخبارات الداخلية على أن تدخل في صمت إعلامي لمنع تسريب الاعتقالات وإثارة الفوضى والخوف بين المواطنين».
وأعلن «البصري» خلال حديثه لـ»الصباح»، عن «كسر جدار الصمت الاعلامي الذي اتخذته خلية الصقور بشأن برنامج حربها السرية لتدمير أنفاق داعش التي أنشئت في بداية 2015 في عمق صحراء البعاج والرمادي في مناطق وعرة تتوزع على مساحة بمسافة 700كم بالعمق في أماكن لا يرتادها أحد حتى رعاة الغنم، لاستخدامات التخفي ومراكز للقيادة وإيواء الإرهابيين ومعامل للتفخيخ تتسع لثلاث عجلات وإخفاء وصناعة العبوات والأحزمة الناسفة وتصنيفها بالمواقع البديلة لتقديرات التنظيم الارهابي بعدم  قدرته على الحفاظ على المناطق التي احتلها في عام 2014»، مبيناً أن «عمليات حرب الانفاق تعد من أخطر العمليات السرية لمواجهة الإرهابيين في المناطق التي كانت محتلة سابقاً».
وأضاف، إن «داعش أنشأ أنفاقاً أخرى تحت سطح الأرض في نينوى بعد احتلالها في عام 2014 لاتخاذها مواقع للتحصن والمواصلات وحرب الشوارع لمواجهة قواتنا المسلحة خلال عمليات التحرير المظفرة».
 
قيادات هالكة
وأعلن رئيس خلية الصقور الاستخبارية، «اعتقال نحو 160 إرهابيا في نينوى وأكثر من 40 إرهابيا في بغداد، كما ألقي القبض على أربعة إرهابيين في البصرة تمت تعبئتهم وإعدادهم للقيام بعمليات انتحارية بالأحزمة الناسفة وتفجير عجلات مفخخة في بغداد وأربيل والبصرة والمحافظات المحررة»، مشيداً بتعاون «أجهزة الأمن في إقليم كردستان خلال عملية إلقاء القبض على الإرهابيين بمخطط رمضان».
وبين «البصري»، إن «من بين الهالكين في العمليات الاستباقية الأخيرة (الإرهابي والي الجزيرة وحيد أمنية، والمسؤول عن زعزعة الأمن والتفجيرات ونقل العجلات المفخخة بمدينة الموصل جاسم محمد المعماري، ومسؤول مفرزة نقل النفط الأسود الى صحراء البو كمال السورية الإرهابي سعد وهاب محمد العبيدي، ومسؤول تزوير المستندات لصالح داعش الإرهابي ياسر عباس مال الله، إضافة الى مقتل والي الجنوب في معارك الباغوز بعد إطلاق سراحه من سجن للتنظيم في سوريا بتهمة اختلاس أموال التنظيم».
مشيراً إلى أن «هناك تفاصيل ستكشف عنها خلية الصقور لاحقاً، ومن أبرز القتلى لداعش في الباغوز خلال عمليات الصقور المشتركة مع قواتنا الجوية والتحالف الدولي عام 2018 -وفقاً لمصادر الخلية- الإرهابي عبد الغني الجبوري ما يسمى (والي البركة) والذي تسلم المنصب بعده الارهابي خالد الشيباني وأبو مصعب الجزراوي، إضافة الى ما يسمى (العسكري العام للولاية) أبو حارث العزاوي و(الشرعي العام) أبو أحمد المصري».
 
مصير الإرهابي البغدادي
وأكد القائد «البصري»، إنه «بعد مقتل قياداتها في الحرب السرية والانفاق في المنطقة الغربية والانتكاسة العسكرية لداعش في العراق وسوريا، أصبح هناك خطر داهم على المجرم إبراهيم السامرائي والملقب بالبغدادي الموجود حالياً في سوريا من معاونيه العرب والأجانب، حيث عمد ولتلافي التهديدات الى جعل العراق ولاية واحدة وجعلها ولاية أمنية تتحرك في عملها على المفارز الأمنية خلاف ما اعتاد عليه عمل التنظيم بتسيير مفارز قتالية، كذلك أعطى الإرهابي أولوية كبرى للتصدي للتهديدات الاستخبارية وحفظ التنظيم من الاختراقات».
لافتاً إلى أن «البغدادي مازال يتمتع بنفوذ قوي وطاعة بين أتباعه من جنسيات أجنبية وعربية وعراقية، وقد أجرى تغييرات لتعويض الإرهابيين الذين قتلوا على يد الصقور خلال العمليات المشتركة في سوريا وعمليات تحرير نينوى والرمادي وصلاح الدين وباقي المناطق المحتلة، رغم إن الإرهابي البغدادي يعاني من عجز وشلل في أطرافه بسبب إصابته بالعمود الفقري خلال عملية لخلية الصقور بالتنسيق مع طائرات قوتنا الجوية بشظايا صاروخ أثناء اجتماعه بمعاونيه في منطقة (هجين) قبل تحريرها عام 2018، وتعد ثاني ضربة موجعة للإرهابي البغدادي حيث قتل خلالها عدد كبير منهم، وكانت البداية لذوبان أسطورة داعش وانهيار عناصره في العراق».
 
التحالف الدولي
وأكد رئيس خلية الصقور الاستخبارية، إن «تنظيم «داعش» الإرهابي لا يزال يمثل تهديداً، للسلم والأمن الدولي ويجب مواجهته وهزيمته، وإن العراق ملتزم بالمواجهة حتى بعد النصر العسكري عليه، وقد حذر العراق من تداعيات بقايا وجود أفراد من داعش»، مشدداً، إنه «يجب ألا يكون هناك مكان لداعش لنشر أفكاره بين النساء والأطفال الذين كانوا يشكلون عوائل تعيش في ظل النظام الارهابي بالمناطق التي استولى عليها في سوريا والعراق»، مبيناً «أهمية توفير الأموال اللازمة من دول التحالف الدولي ضد الإرهاب والدول المستهدفة لتمويل برامج تأهيل وإعداد المتأثرين بالفكر الإرهابي وإعادتهم للحياة بالمناطق المحررة والدول المتضررة بالإرهاب».
ونوّه «البصري»، إلى إن «العراق البلد الأكثر تضرراً من إرهاب داعش، كما إنه الأقدر على المواجهة، ولديه الخبرات والإمكانيات اللازمة لتنفيذ البرامج التقويمية والاجتماعية للأفراد من النساء والاطفال.