خلال فترة حكم أوجيستو بينوجيت لشيلي التي امتدت إلى سبعة عشر عاما راح ضحية ما لا يقل عن ثلاثة ألاف مواطن ما بين معدوم ومفقود ونحو خمسة وثلاثين ألف مواطن اعتقلوا وعذبوا، لكن بشكل ما بقيت الشرعية فعالة ومثار اهتمام الحراك الوطني لغرض مشروع مصداقية في مصالحة شاملة.
في الوقت الحاضر، العشرات من رجال شرطة الأمن السري السابقين في السجون. ثلاثمئة وخمسون تحقيقا لملفات عند منظمة حقوق الإنسان لم تزل غير محسومة علما أن رئيسة الحكومة ميتشيل باجيلت هي إحدى الضحايا وقد مورس عليها التعذيب. وترى لورينا بيزارو وهي ناشطة تترأس مجموعة من ذوي مواطنين مفقودين ويطالبون بمعرفة مصائرهم، ترى بيزارو أن كارلوس سردا الذي أُختيرى مؤخرا رئيسا للمحكمة العليا في شيلي قاضيا دوّن اسمه كأول مدافع عن الذين وقعت عليهم انتهاكات ضحايا حقوق الإنسان، تقول، ربما هو الوحيد الذي يجرؤ على مواجهة سلطة الإجرام التي كانت أدوات الدكتاتورية القمعية وممارساتها الإبادة الجماعية.
باتريسو ايلون الذي جاء بعد بينوجيت أسس منظمة حقوق إنسان لتحقيق وتحديد وشروط الإساءة بعد انتخابه بفترة وجيزة، مهمة المنظمة كانت تتمثل في تركيز الضوء على الزوايا المعتمة في الجرائم التي كانت تمارس برعاية الدولة، وتم التحقيق من صحة ألاف الملفات الأمر الذي أفضى إلى تشكيل مبادرة لإيجاد قاعدة لحوار وطني يركز على كيفية منع أو الحول دون فكرة الانتقام بطريقة العين بالعين.
باتريسو ايلون أيضا شكل فرقة استخبارات سريّة مهمتها القبض على فرق تمارس حرب عصابات وتعمل بشكل سري ومنظم وذلك بسبب قلقها والخوف المتصاعد من استدعائها إلى العدالة فأخذت تمارس عمليات اغتيال سياسي طال شخصيات منها المساعد السابق لبينوجيت إضافة إلى السيناتور وبروفيسور القانون جيم جوزمان الذي اغتيل رميا بالرصاص حال خروجه من جامعة شيلي الكاثوليكية. أوكلت قيادة فرقة الاستخبارات السرية إلى ملرسيلو سجيلنك وهو قائد اشتراكي والحماية السابق لرئيس سالفا دور اليند (حكم البلاد من 1970 إلى 1973 ). اليوم، هناك من يرى العمليات والمهام التي قاموا بها مثيرة لجدل في حين سجيلنك يدافع عنها ويبرر واجباتها معتبرا ما قدمته نجاحا “ اليوم لم تعد هناك مجاميع مسلحة ورجال الأعمال يتحركون بحرية دونما حماية مسلحة. الديمقراطية لم تتوقف. وأضاف، كل ذلك تحقق مع احترام كامل للحريات الفردية وحقوق الإنسان.
على أية حال يبدو أن هناك بعض الشيليين حققوا مكتسبا ألا وهو تذوق بعض الانتقام . ولكن في نهاية المطاف لا بد من القول ان العنف السياسي كان على أدنى مستوى منذُ سنوات بعد فترة حكم بينوجيت، بل بدلا من ذلك هناك أصوات تطالب بالتعايش عبر العدالة.
عن/ الغارديان