سعد صاحب
عاش حياته مشردا في الشوراع , بلا مكان يأويه بعد التعب والارهاق , ولا بيت يفتح له الابواب , في اخر الليل الشتائي البارد , حين يمضي الناس الى اماكنهم الدافئة , وتخلو الطرقات من المارة , ولا تبقى سوى الدروب الموحشة تصفر فيها الرياح .
( هوه جروح بنص جروح / بس تلمسه يظل ينوح / هم شايف عمرك مجروح / يضحك ويسولف فرحان / هوه الوجع البشري الكامل / عاف الدنيه وكل ما بيهه / بس ويه الحب ظل متواصل / كل وحشه وغربة مخاويهه / مامش راحه ومامش فاصل / ماهود لحظه البركان / وين يسافر وين يروح / طرك النفس وطرك الروح / لا حي هوه ولا مذبوح / شبح وشايل شكل انسان ).
برج حمام
هو في افضل الاحوال ينام , في داخل برج للحمام الزاجل , او على رف في دكان داخل السوق الكبير , او يفترش سرادق العزاء حين يذهب المعزين .
( وين يبات ويسكن حاير / حزنان ومكسور الخاطر / وشكد صعبه هواي الشاعر / ما يملك دار ومكان / مره ينام ابرج الزاجل / شاف الطيره شلون تغازل / وتعلم من عدهه يجامل / وتعلم حب الجيران / مره توسد خشبات الرف / حضن جروحه وبيهه تلفلف / لكن وين يعلك ثوبه / وين يعلك لو زاد الجف / وين يعلكهه الذرعان / كلش حسره وكلش ضيك / تحلم تلكالك فد فتحه / منهه تفوت النسمه الوكحه / تلعب تبقى بذاك الزيك / كلمن مد همومه وجرحه / ياكل حسرات اعلى الريك / يثرد بالماعون احزان / شاف الاحسن نوم الجادر / لو طشوا باقي الخلان ).