نقد الشعر الشعبي

ثقافة شعبية 2019/08/02
...

 صباح محسن كاظم
ثمّة ضرورة قصوى تستوجب دراسة الشعر الشعبي، فالعراق زاخر بالطاقات الشعريّة من مظفر النواب، أبو معيشي، زامل سعيد فتاح، كاظم إسماعيل الكاطع، شمران الياسري، عريان السيد خلف، والآلاف من الطاقات الشعرية، لايمكن حصر الأسماء بهذه القمم، فالشعراء بعدد نخيل العراق، لكن ما لايدرك كله لايترك جله. 
وفي كتاب الناقد اسماعيل ابراهيم عبد عن الادب الشعبي الذي تناوله بروح نقدية وثابة وعميقة من خلال تحليله، والموسوم (عصمة اللغة للشعر الشعبي الفصيح.. الانجاز والتأصيل) الصادر بدمشق العام 2017. 
 يعدُّ من الكتب النقدية الحديثة في التعاطي مع الأدب بصيغته التعبيرية المتضمنة لنصوص عدة شعراء مرَّ بتجاربهم الشعرية واستلَّ من نصوصهم تضمينهم اللغة المحكية الدارجة ضمن أدبهم وفي 
قصائدهم. 
 حاول الكتاب تفكيك نصوص عدة شعراء، منهم كزار حنتوش، موفق محمد، سلمان داود محمد، سعد الصالحي، عدنان الصائغ، سلام كاظم وآخرين.. ففي ص64 يُحلّل نص الشاعر كزار حنتوش:
 الحلوة / في بستان الناس وحيدة/ من قلب الدنيا / والكحل يسيل على الخدين / من قلب الدنيا..؟ / لم يبتسم الشاعر هذا اليوم/ من شتم الورد..؟ / (العبدو) لن يشرب هذا اليوم / من شتم
 الورد.. 
برأي الناقد (القصيدة أعلاه احتوت ٩ أفعال تدور حول ذاتها، تنغلق على حالة ذاتية الشاعر، ان التواصل باللغة المحكية الشعبية بالتنغيم، والعمق، والحسجة، له دلالات الارتباط بالأرض والموروث.. في ص 191 يؤكد الناقد إسماعيل إبراهيم على (أن النصوص المنحازة إلى الجمال والدلالة والسلوك هي قيمة حضارية تختص بتبديل الفهم من النرجسية الثقافية إلى العمومية الشعبية التداولية).. في ص297 تتوضح جليا رؤى، وأفكار، وتمسك الناقد بخلاصة الكتاب والرؤى التي دوّنها حول الشعبية، يرى»المؤلف» (نرى بأنّ أبلغ طاقة تعبيرية للشعبية تتمثل في الشيوع، فالظاهرة التي تكتسب الشيوع الشعبي ستصير قانونا حتى لو كان غير مقبول منطقيا.. فاعتبار الطفولة براءة وعفوية، والأشجار والغابة جمالا، والنهار خيرا وحركة، شعبيا، جعلها حُكماً أبعد أثرا من القوانين، لذا فهي ستظل قوى جمالية وثقافية
 لمدى بعيد).